معوض حلمي يكتب / نفس الشاعر السوية تثري تجربته الإبداعية
كما تسمى العامية الدارجة بالشعر الشعبي
فإن الشعر النبطي يندرج تحت ذلك المسمى
وقد ترك الشعر النبطي أو الشعر الشعبي أثرا كبيرا على الساحة الأدبية من المحيط إلى الخليج العربي مما أفرز لغة جديدة وهى مزيج بين العامية والفصحى شئنا أم أبينا وهذا واضح جدا ويلامسه المثقفون في أرجاء الوطن العربي ونحن نطالعه يوميا على مواقع التواصل الإجتماعي أو في الدواوين المنشورة ورقيا
وهو القادر على ربط الحاضر بالماضي ويجعل المتلقي في حالة شغف لكي يعايش ماضي أجداده بين الحروف والسطور
ونحن هنا بصدد تفاعل النفس البشرية وخصوصا نفس الشاعر المرهفة التي تتفاعل مع أحداث الناس اليومية
فهى دفة الشاعر وضميره الحي ومحركه الأساسي في صياغة أشعاره على أن يكون الشاعر لديه من ثراء اللغة ، والمفردات ، والتجارب ، والحكمة مايجعله شاعر متميز ومختلف عن أقرانه ويشار له بالبنان ،
ولأن الشعر النبطي أو الشعبي هو الأقرب لعقل ووجدان المتلقي فإن له قيمته ودوره الفاعل في توعية العامة وإثراء ثقافتهم
فنرى تفاعل النفس البشرية في نوعية الأشعار التي تكتب عن الصداقة ، الأمومة ، الحب ، الهجر ، و….. إلخ
فنرى مثلا الشاعر محمد الدسيري في كتاباته عن الصداقة قصيدته .. لاخاب ظني بالرفيق الموالي ..
لاخاب ظني بالرفيق الموالي
مالي مشاريه على نايد الناس
لعله قصر مايجيله أظلالي
ينهد من عالي مبانيه للساس
ويقول الشاعر محمد عثامنة في قصيدته .. جرح الصداقة ماتداويه الأيام ..
جرح الصداقة ماتداويه الأيام
لما جرحني صاحبي وش بقالي
اللي صار أعز الناس يزيدك ألآم
من ترتجي ياقلبي تشكيه حالي
ويقول الشاعر حامد زيد عن الأمومة
في قصيدته .. زاد بعيوني جمالها ..
أصبر على الدنيا والأحزان والتعب
واحمل على متني فطاحل جبالها
أسهر واعذب راحة القلب بالشقا
واعيش اعاني بس يرتاح بالها
( هنا قمة العطاء وبذل النفس البشرية أمام تلك العاطفة الجارفة عاطفة الأمومة ومالها من أثر كبير في تهذيب نفس الشاعر )
وقال الشاعر مصطفى الكاهل
إذا تاهت مداراتي لقيت بقلبها مرسى
واذا قل الوفا حولي عطتني الحب بلا منه
توصيني على روحي أدير البال وماأنسى
كاني في عينها طفل أبد مايكبر ف سنه
ومن أشعار الحكم والمواعظ لقائلها
أنا ربتني الدنيا على جزل العطا والجود
ونفسي للوفا والطيب وفعل الخير جزامه
واعارض منهج الهابط واوافق للصعود صعود
واسير نفسي بعقلي مادام النفس هدامة
( وهنا نجد الشاعر يجاهد النفس الهدامة ويجابهها بحكمة العقل لترويضها ووضعها في مكانها الصحيح )
وقيل أيضا في الحكم والمواعظ
تعلم من زمانك ولاتصير من أجهل الجهال
ترى في كل يوم تجيك عبره لاتجاهلها
إذا ربي وهب لك عقل تلقى في الرجال رجال
تعرف اللي يطلع قيمتك واللي ينزلها
ترى من بعض مايندي الجبين ويحرج الرجال
ليا ساق الميانة في نفوس ماتقبلها
ومهما شوفت من صاحبك من نخوه وطيبة فال
ترى بعض السجايا كثرة الإلحاح يقتلها
معاريف الرجال ديون وديون الرجال ثقال
ليا صرت متعافي ليش تغرق في جمايلها
( هنا يشعل الشاعر في نفس المتلقى الحماس والنخوة لإعلاء القيم الإنسانية النبيلة بأن يصاحب ذوي الأخلاق العالية ويبتعد عن الأرازل
وأن يحترم كرامة وأقدار الناس
وان ينأي بنفسه عن تصغيرها بمد اليد وطلب العطايا والجمايل من الناس وخصوصا لو كان هذا الإنسان صحيح الجسد ولايشتكي من علة )
وقس على ذلك كل ماكتب من الشعر النبطي او الشعر الشعبي على مدار العصور والأزمنة ترى نفس الشاعر موجودة وبقوة