شعر و أدب

البقاء لله ماتت غزاله … بقلم الكاتب/محمد خفاجي

البقاء لله ماتت غزاله … بقلم الكاتب/محمد خفاجي
في غفوة من مجريات الحياة ولدت غزالَه
جاءت بلا أب معلوم بلا أمٍّ بلا عمٍّ بلا خالَه
في مهدها لا زالت غزاله
على أرضٍ غير ذي زرع على مهدٍ على لحدٍ
على مضضٍ على وهنٍ على جوعٍ على كَلالَه
في مهدها لا زالت غزاله
و خانة اجتماعياتها ما كفَّت لسرد أوصافها
وحيدةٌ غريبةٌ يتيمةٌ مريضةٌ رميضةٌ و عالَه
في مهدها لا زالت غزاله
بين عتمة غسق المّظلمون بغفلة أتاها المباركون
شاخصين بوجوهٍ شاحبة تعكس ما آلت إليه الحالَه
في مهدها لا زالت غزاله 
معايدات البر و الشرف من طرفٍ لطرفٍ بلا ترف
الأساور مقدودة من حديد و النوق بالحطب حمّالَه
في مهدها لا زالت غزاله
قِلادة بجيدها النفيس يتدلى منها نصلٌ بخيس 
استقرّ على مقربة من قلبها ليعكس نبضاته و أقواله
في مهدها لا زالت غزاله
يا قومنا الليلة مولودة يا قومنا الليلة موءودة 
دقة للسلام و دقة للختام و وخز عنيفة أفعالَه
في مهدها لا زالت غزاله
بأساور الهدية قيدوها و بحطب العطية أحرقوها 
و قبل برهة من صمت أنفاسها قالت المُقالة مَقالَه
في مهدها لا زالت غزاله
أنا الفرحة البسَّامة الثغر أنا النور الساطع كما البدر
أنا العروس العذراء بخِدرها أنا الحظ المرجو نوالَه
في مهدها لا زالت غزاله
جئت من غياهب الوجدان أغتنم قسمي من الزمان
أتيت أرفع راية الممكن بوجه كل عسيرة و استحالَه
في مهدها لا زالت غزاله
آذيتموني و رددتموني ثم إلى مقبري زففتموني
عجباً لمن جئته مستورة فنثرني بين الغلا و
 الحثالَه
(داري على شمعتك تفيد) في مهدها ماتت غزاله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى