الحبُّ /هدى محمد يحيى شاويش
قالت بحزنٍ ويكسو ثغرَها الخجلُ
كوردةٍ في المدى حمراء تشتعلُ
إنّي عشقتُ بلا بدءٍ ودون نها
يةٍ وهذا فؤادي في الهوى ثملُ
الحبُّ يحرقني ما كنت أعرفهُ
ناراً تميتُ فهل يوما سيرتحلُ ؟!
هذي يدايَ كما الزلزال قد رجفتْ
صوتي كما مجرمٍ في السجن معتقلُ
عيناي مثل شتاءٍ كلّها مطرٌ
من شدّةِ الدمع صمتي مسّه البللُ
من شدّة النزفِ – نزف الحبّ قد غُمستْ
حتى الحروف بدمّ الحبِّ والجُملُ
آهٍ من الحبّ هذا جاء يقتلني
هل جاءني الحبّ أم قد جاءني الشللُ؟!
يا شاعر الحبّ داو لي فؤادي من
حبٍّ تخدّر منه العرق والعضلُ
أو يا طبيبَ الهوى استئصلهُ من بدني
ومن دمي إنني ما عدتُ أحتملُ
يا حلوتي إنني للحبّ أعرفهُ
وكلّ من جاءهم حبٌّ به انشغلوا
الحبُّ يجلس في أعلى العلا ملكاً
في كفّه قدر العشّاق و الأجلُ
وإنّ أعلى ملوك الأرض قد صعدوا
إليه كي ينزلوه إنما نزلوا
الحبّ يولد فينا دونما سببِ
الآباء أو أمهات قد ، بهِ ، حبلوا
الحبّ مثل جبالٍ دون أيّ جذو
رٍ قد تُرى إنما هل يُقلع الجبلُ ؟!
لا يطلبُ الإذن في حين المجيء وإذْ
ما جاء ليس له جبارُ أو بطلُ
الحبّ عيدٌ به نحيا و يجمعنا
كالعرس يأتي وإنّا فيه نحتفلُ
الحبّ طفلٌ ويبكي حين نبعده
عن قلبنا ؛ هل دموع الطفل نحتملُ ؟!
طفلٌ , ويبكي ويبكينا – تطهرنا
هذي الدموع ومنها القلبُ يكتملُ
الحبّ للقلب خفقٌ وهو أنشأهُ
ما كانت امراةٌ لولاه أو رجلُ
ما زار مملكةً إلا غدا ملكاً
فيها ومالكها قد صار يعتزلُ
مازار عبداً هنا إلا وتوّجهُ
في أرضه ملكاً للأمر يرتجلُ
وهْو الذي علّم الأزهار كيف يفوح
العطر منها ويطفو فوقها العسلُ
سورية
زر الذهاب إلى الأعلى