طاولة القمار بين حماس واسرائيل بقلم : لواء / حسام سمير

أصبح مصير الشعوب مرتبط بقرارات زعمائها ..وقد بدا المشهد بين حماس واسرائيل كمتقامرين يجلسان على مائدة القمار بينما يحيط بكلا منهما مجموعة من أنصاره ..يدعمونهما بالمال والسلاح والعتاد ويرسمون معهم الخطط ويدرسون المواقف ويراجعون الأفعال ويحسبون ردودها المناسبة لأى منها
مضى أكثر من أربعين يوما على تلك المنازلة الغير عادلة والتى زج فيها شعب أعزل مسالم لم يكتفوا بما يعانيه فى حياته اليومية ..فمارسوا عليه كل ماهو يمكن أن يوصف بما هو غير إنسانى
بينما العالم كله بمنظماته ومجتمعاته وهيئاته يقف متخبطا حائرا مابين مؤيد لذاك أو معارض لهذا
مازالت حماس موجودة على الأرض وتلعب بما لديها من أوراق الأسرى باعتبارأن هذا يمثل الورقة الرابحة والوحيدة ضد الطرف الأخر.. وكان المقابل ألاف الضحايا وتدمير قطاع غزة بوحشية
لعبة جديدة لأمريكا وجدت فيها سلوتها ونفسها بعد لعبة أوكرانيا ..والجميع يلعب على طاولة القمار سواء كان لاعبا أساسيا أو لاعبا من وراء الطاولة
فاسرائيل يتراجع موقفها دوليا وإقليميا بالاعتداء الوحشى الغاشم على الأبرياء وصور سقوط القتلى يوميا يقلل من فرصتها فى تحقيق انتصار مزعوم يحفظ ماء وجهها وكبرياءها التى ضاعت ومعها هيبتها كدولة فاعلة فى السياسة الدولية ..وهى حتى الأن تخسر أكثر مما تكسب فلم تحقق ولم تصل إلى أيا من أهدافها المعلنة من عمليتها التى بدأتها على قطاع غزة والضفة وهى القضاء على حماس وتحرير الرهائن ..ولم تستطع أن تقدم دليلا واحدا على رؤيتها ..ولا يظهر للجميع سوى التهجير القصرى والهدف الأكبر المعلن وهو أرض جديدة بدلا من أرض القطاع
يمضى نتانياهو ورفاقه فيما أقدموا عليه فى محاولة يائسة فى تحقيق أى انتصار أو تحرير أيا من الأسرى تجنبا لما ينتظرهم فى الداخل الاسرائيلى إذا ماانتهت الحرب دون تحقيق نتائجها المعلنة.. بينما يفتقد حليفها الأول برئاسة الرجل المنتهى افتراضيا إلى القدرة على السيطرة على حفنة المتعصبين قادة اسرائيل ..فلم يكن من الأساس هناك وئام بين نتنياهو وبايدن حول سياسة الأخير نحو إيران بشأن الاتفاق النووى
والحزب الديمقراطى يتودد إلى اسرائيل الدولة الصهيونية من أجل استمراره فى الحكم فى الانتخابات الرئاسية القريبة القادمة بعد أن فقد الأغلبية فى الكونجرس لصالح الحزب الجمهورى غريمه التقليدي ..وهو يهادن إيران من أجل الحفاظ على مصالحه فى منطقة الشرق الأوسط والتى يعتبرها الشوكة التى يجب اقتلاعها من يده الباسطة على موارد الشرق ومغاربه
بينما تمضى إيران غير عابئة بعبث لاهى مع اسرائيل باشتباكات حدودية مع حزب الله الشيعى على أرض لبنان وبحماس بفصائلها على قطاع غزة وبصواريخ الحوثيين من مضيق باب المندب وكل ذلك بعيدا عن أرضها
أما روسيا فهى لاتخفى سعادة بهذا النزال الذى استغرق جزءا كبيرا من المال والجهد الأمريكى والذى حول واجهتها ومعها الغرب كله إلى تلك المنطقة بينما هى تنفرد بأوكرانيا لتحسم معها المعركة التى امتدت لسنتين مضت ..وقد تعالت صرخات زيلينسكى وهى يستجدى أمريكا والغرب باستمرار الدعم وأن يضعا اسرائيل وأوكرانيا على قدر متساو فى الدعم..وبعد أن أعلن وجود نقص حاد فى الذخيرة ١٥٥مم مما جعله يدفع بالجنود المصابين بعد علاجهم إلى أتون المعركة لتعويض هذا النقص..أما التنين الأصفر القابع أقصى الشرق فهو مازال يمارس سياساته الوسطية ويتجنب الصدام بينما عينه مازالت متجهه نحو تايوان التى يرغب فى استعادتها وإدخالها ضمن الحظيرة الصينية فهى بالنسبة له البيضة التى تبيض ذهبا
ولأن الكبار قد يتفقون فى توزيع الغنائم ويتراضون عليها..فقد يتفقوا بشكل غير معلن على مناطق النفوذ ..فتنتهى الحرب الروسية ويضم بوتين الشرق الأوكرانى ويتم إنهاء مهمة زيلينسكى بعد جعل ماتبقى من الأراضى الأوكرانية كمنطقة محايدة ولاتنضم إلى حلف الناتو مقابل أن تغض أمريكا العين عن حمايه تايوان أمام الصين ..بينما يترك الشرق الأوسط لأمريكا واسرائيل لتعربدا فيه ..ويتم إسكات إيران باتفاق نووى ناقص وغير مكتمل الأبعاد توافق عليه اسرائيل مقابل مشروعها الاحتلالى بالتهجير والتوسع على حساب الشعب الفلسطينى . ثم إقامة الممر الاقتصادى العالمى وإشراك دول الغرب والشرق فى مشروعاته فتضمن اسرائيل من يدافع عن مصالحه على أرض العرب المسلوبة..وهو مايمكن أن نسميه مشروع تصفية القضية الفلسطينية