* أنا في صلاةٍ دائمةٍ في كل ما أقوم به .. ولكنك لاتنتبه ، لأن من يُصلّي حقيقةً فإنكَ لا تراه .
– تعني أنك تصلّي؟
* نعم .. فما من قطرةٍ في البحر وتستطيع أن لا تكونَ في أعماقِ المَوج .. وإنما نحن مجرد قطرات في أمواج الكون ..
– ولكن كيف تصلّي وأنت تعمل ، أو وأنت تتحدث معي الآن ؟
* وهل تعتقدني أصلّي صلاةَ شحاذٍ أنانيّ يَتذَلّلُ في صلاةٍ من أجل أطماعه ومخاوفه وحاجاته؟ .. إنني أصلّي صلاةَ الرِجال .
– وكيف يصلّي الرِجال؟
* أصلي حين أطهّر قلبي من كل الشوائب ، ولا أبقي في نفسي إلا الحب .. بالحب أصلّي وبالحب هي الصلاة الحقيقية لله وليس بغيره .. وبالحب ستكون صلاتي لله وحده ، ولأنه هو الحب فلن يقبل أي صلاة من قلبٍ يخلو من الحب ..
أقف بين يديه وأرى الله يسألُني : “ماذا فعلت منذ آخر صلاة صليتها ؟..
فأقول في قلبي بحيث لا أحدَ يَسمعُني سِواه :
ياربِّ لقد أحببتُ فلاناً الذي أساءَ لي كما أمرتني ، ومسحتُ على رأسِ ضَعيفٍ مسكينٍ لإرضائك أنتَ في إرضائه ..
وتنفستُ بعمقٍ أمامَ سَحابةٍ جميلةٍ تستحِمُ في ضوءِ الشمس ..
فيُشعرني الله برضاه ، وأُحسُّ أنه يبتسمُ لي وأنا في صَلاتي دائماً وبين يديه .
– وأنت حين تشعرُ برضاه ، ألا تطلبُ منه شيئاً ؟.
* هو أكرم من أن أطلبَ منه أي شيء .. وكلما وجَدَ أن في صلاتك حبّاً أعطى بلا طلبٍ وبلا حدود .
– ولكن ، ألا يساورك الخوفُ من أن لا يُلبي لكَ أبداً ؟..
* بالطبع أخاف ككل إنسان .. أخاف أن لاتكون صلاتي إليه تامةً وكاملة ..
أخاف أن تُساورني رَغَباتي في صلاتي إليه ..
– وماذا تفعلُ حين تخاف ؟
– إن يقيني الراسخَ في قلبي يؤكِّدُ لي أن الحبَّ عبادةٌ تُذهبُ الخوف نهائياً ..كل ماعليك أن تعطي الحبّ .. وأن تتصرفَ بحبّ ، وستُلاقي أن الله يفرشُ في دروبك حبّاً أضعافَ أضعافَ ماتُعطي منه .