مولود في دار اﻷموات بقلم الكاتبه زينب محمد عجلان
وكالة أنباء آسيا

…. مولود – – في دار اﻷموات ~~~~~~~~~~~~~~~~~
بقلم / زينب محمد عجلان
إسمحوا لي أن أعرفكم بنفسي قبل أن أبدأ كلامي معكم * . أنا مولود ليس ككل المواليد وإسمي ( وليد ) ولدت في مكان لم يكن يصلح للأحياء نعم بالفعل
《 مكان يسكنه اﻷموات وحسب 》
فقد ولدت في دار لم أسمع صوت لسكانها مع انها يسكنها بشر ولكنهم بلا صوت بلا حراك انهم أموات
لم أكن أعرف أنني سوف أزاحم اﻷموات في مسكنهم وأقلق راحتهم ببكائي وصراخي ••°°
كنت صغيرا أرضع من ثدي أمي وأنظر حولي ﻻ أجد أحدا أحاكيه او أضحك له *
لكن كان كل من حولي ومن بجواري أموات فقط ■
لقد عشت وكبرت مع اﻷموات
كانت لعبتي حفنه من التراب
وأكلتي كانت الفطير والبلح والشوريك
تعلمت كلمة ( اللحد ؛؛ والمشهد ؛؛ والنعش )
بدﻻ من أن أتعلم أسماء الطيور و أصواتهم وألوان الطبيعه الجميله كما خلقها الله تعالي لنتعلم منها الجمال #
كنت دائما أقف علي المقابر أدعو للأموات كما يدعوا لهم أهلهم عند دفنهم
وﻻ أعرف بماذا يدعون للأحياء وماذا يتمنون لهم ؟
لم أري شمس اﻷمل وﻻ نور المستقبل الزاهر يشرقون يوما من شباك مدفني الذي كنت أسكنه وأعيش بداخله ●
وأمسكت بالفأس كي أحفر المقابر للموتي وابني بيتا لهم بعد نهايتهم ؛؛ قبل أن أبني بيتا أعيش بداخله أنا وأسرتي اﻷحياء #
أول ما إشتميت شميت رائحة الموت وعرفت كيف أتعامل مع الموتي أي كيف أغسلهم قبل أن أضعها بمسكنهم الأخير
وكنت أسقي الزهور زهور 《 الصبار 》وحسب —- وهذه هي الزهره الوحيده التي عرفتها في المقابر وعرفت عنها الكثير من الوفاء للميت لأنها كانت تظل بخضارها وتتحمل حرارة الشمس حتي ترطب وتخفف عن الأموات ■
وهي الزهره الوحيده التي تتحمل العطش وحرارة الجو
ففي طفولتي كنت أتخيل أن كل البشر يحيون حياة مثل حياتنا انا وأهلي ذلك ﻷني لم أري حياة غيرها فلا أجد حياة أقارنها بحياتنا ●
لم أجد حضن دافئ مثل حضن اﻷموات فهم من إحتضنوني انا وإخوتي وآاووني في بيتهم بجوارهم منذ وﻻدتنا
واغدقوا علينا بمحبتهم وتوفير السكون والسكينه لنا
تعلمت في مسكني هذا الصمت ولم أتعلم الكلام إﻻ بالدمع والنحيب والصراخ ( هكذا كان يفعل كل من يأتي إلينا ليدفن موتاه )
ما كنت اسمع كباقي البشر صوت الغناء
لقد بت أفقد إحساسي بالجمال أصبحت ﻻ أعرف له معني ﻷني لم أراه من قبل ••••°°°
لقد إمتزجت دموعي بضحكاتي
صدقوني لوقولت لكم أني كنت أحس بهدهدتي في مهدي بأيادي اﻷموات وبدفئي بين أحضانهم
عشت وتعايشت وتأقلمت ورضيت ، وإمتزجت سعادتي التي لم أعرفها من قبل إمتزجت بآلامي وأحلامي التي إحتضرت أمام عيني وماتت
ولم يبقي منها سوي سرااااب كلما اقتربت منه تلاشي من أمامي
سامحوني وأرجو العفو منكم علي كلماتي التي بالتأكيد أثرت فيكم واذرفت دموعكم وحدها بلا وعي ولا إذن
صدقوني إخوتي وأخواتي انا لم أكذب عليكم في اي حرف كتبته ولكنها مأساتي
بالله عليكم ﻻتنسوا أن من يكتب لكم اﻵن قصة أوجاعه وآﻻمه وعذابه
هو إنسان مثلكم هو أنا وانا أحيا علي أرض مصر بلدي كما هي بلدكم
أنا إنسان يطالب بأبسط حقوقه اﻹنسانيه
《عايز أعيش في مكان يسكنه اﻷحياء 》
البشر ؛؛ الناس ؛؛ الجيران اﻷحياء
رسالتي هذه أرسلها إلي كل مسئول في بلدنا الحبيبه أم الدنيا
يا أم الدنيا ما عندكيش مكان ﻹبنك يقدر يعيش فيه حياه طبيعيه وسط البشر اﻷحياء ؟!!¿
بحبك يا بلدي وأتمني أن يحيا كل مواطن فيكي حياة طيبه و في عيشة رغده
يحلق في سمائك ويرفع علمك عاليا ويهتف بإسمك
تحيا مصر — تحيا مصر –تحيا مصر
{ معذرة قرائي اﻷعزاء سامحوني
إنها الحقيقه وانه الواقع المرير الذي يعيشه
شريحه من مجتمعنا }
من الواجب علينا أﻻ نكون في عزلة عن هؤﻻء
وﻻبد من ان نشعر بهم وبإحساسهم ونتحدث عن عذابهم وفقدانهم ﻵدميتهم **
◇◆◇◆◇◆◇◆◇◆◇◆◇◆◇
كاتبتكم المحبه لكم علي الدوام
( زينب محمد عجلان )