لمن لا يعرف مصطلح المقاومة الفلسطينية ” المسافة صفر ” بقلم : د. عاطف عبد الجليل
لمن لا يعرف المسافه صفر
المسافة صفر مصطلح جديد دخل حياتنا ام نعرفه من قبل
المسافة بيننا وبين اهدافنا تقاس بالامتار او بالزمن او بالفلوس او حتي بالقدرة
لكن فجاة اصبح مصطلح المسافة صفر من الاشياء الجديدة المبهرة
المقاومة الفلسطينية استدعت تكتيك واستراتيجية عسكرية من أيام حروب الرجل والسيوف والمواجهة وجها لوجه
المقاومة الفلسطينية استدعت بطولات حروب المواجهة وليس حروب الجبناء التي يقاتلون فيها لايرون ولا يميزون ملامح ضحيتهم ولا عمره ولا مقاومته ولا ذنبه
حروب الجبناء التي ترمي قنابل وصواريخ اكثر فتكا من مخزون مصانع الموت في بلاد العم سام ، تطلق علي رؤوس الاطفال والنساء والشيوخ في بيوتهم تسويها بالارض
صواريخ وقنابل امريكية تلقي من طيران علي مسافة عالية لكي لا يري احد او يعرف انه سوف يهاجمون لانهم شعب اعزل ومقاومتهم لاتملك الرادار وتكنولوجيا الحروب
وبالرغم من ذلك فافراد المقاومه وحوش تقاتل وجها لوجه قتال الشرفاء الشجعان لا توجد فواصل بينهم وبين عدوهم سوي شيئين هما الحياة الحرة او الشهادة في سبيل الله
وهذا هو الشئ المبهر الذي ابتدعته المقاومة الفلسطينية مما جعل الصهاينة في رعب حتي ان داني ياتوم رئيس الموساد السابق في مقالة له في صحيفة يديعوت أحرانوت اكبر الصحف الاسرائيليةئيلية قال :
ماذا يحدث؟
هل تخلى عنا رب موسى وهارون؟
لا أفهم ماذا يحدث؟
دبابة ميركافا إسرائيلية الصنع، فخر الصناعة في تل أبيب،
والتي تبلغ تكلفتها 170 مليون دولار، تم محوها من على وجه الأرض بقذيفة آر بي جي؟
أنا لا أصدق ذلك.
من يقاتل معهم؟
هناك أشباح خفية تساعدهم على قتل اليهود.
هل تركنا رب موسى وهارون؟
هناك قوة خفية تساعدهم وتحارب معهم.
منذ 7 أكتوبر لم يخطئوا الهدف في هجماتهم علينا في كل أنحاء فلسطين،
وكأن لديهم قمر صناعي.
المقاومة جعلت افرادها مثل الاشباح الخفية تظهر فجأة تقتل مقاتلين الصهاينه وتدمر طائراتهم ودباباتهم ومدرعاتهم وجها لوجه مما جعل الاعجاب بهم ليس في محيط المتعاطفين فقط بل كثير من الناس في كل بلدان العالم بمختلف قاراته ينشرون صورهم وفديوهاتهم ويتسألون عن مصدر شجاعة المقاومة هذه
من هذا المقتل الجرئ الذي يقوم بحرق جرافة اسرائيلية بحجم البيت المتحرك بولاعة سجاير عندما اشتبك معها وصعد فوقها
الناس تسأل من اين اتت له هذه الشجاعة ومن اين جاءوا بها افراد المقاومة الذين يزحفون الي ان يصلوا الي دبابات ومدرعات الصهاينة ومنهم الدبابة ميركافا التي يسمونها فخر الصناعة الاسرائلية وتكلفتها ١٧٠ مليون دولار امريكي هذا المقاتل البسيط من المقاومة الفلسطينية يعجزها من المسافة صفر ويدمرها بالموجودين بداخلها ويعود زحفا مرة اخري الناس تسأل من اين أتت له تلك الشجاعة
المقاومة الفلسطينية في غزة برعت في ادارة الحرب النفسية علي الصهاينة جعلت الناس تبحث عن الشئ الذي يحرك إنسان وجعله يخرج من نفق مرتديا شبشب وبنطلون ترننج ويحمل بيده مدفع صنعه محليا بامكانيات بسيطة يزحف علي الارض التي كانت في يوم ما مزروعة باشجار الزيتون لكن جرافات الصهاينة سوتها بالارض وحرقت اشجارها ثم يقترب من الدبابة او المدرعة ويضربها في مكمن ضعفها فيفجرها بمن فيها ثم يعود زحفا مرة اخري وهو لا يعلم هل تكتب له النجاة ام يموت شهيدا كل ما في رأسه ان عدوه مغتصب أرضه وحقوقه وأنه لابد له من المقاومة لإسترداد أرضه وأنه علي الحق وهو لا ينتظر العالم في ان يحدد هل هذا حقه أم لا هو يعرف جيدا أنه صاحب الأرض وأنه لن يترك ارضه ويجعل عدوه يهنأ بها وبخيرها وسوف يستمر في عمله هذا حتي لو ادي ذلك الي موته
وهذا الذي جعل العالم مبهور به وببطولاته
ويقولون من هؤلاء الناس ومن هؤلاء الشباب الذين يجبرون جيش الاحتلال بكل عتاده واسلحته وتكنولوجياته المدعومة من واشنطن ولندن وباريس وبرلين وروما
من هؤلاء الشباب الذين يحاربون باسلحة بسيطة من صناعتهم متواضعه في امكانياتها علي ارض تقصف باحدث الطائرات وفوقها اعظم الأقمار الصناعية وابدع منظومة صواريخ واقوي دبابات وطائرات مسيره تستطيع ان تري الجنين في بطن امه
المقاومون الفلسطينيون يقدمون اعجاز يبهر العالم ويوجع الصهاينة ببطولات نراها باعيننا المجردة كأننا نري ملاحم صلاح الدين الأيوبي وسيف الدين قطز الملاحم العظيمة في القادسية وعين جالوت وحطين هل تذكروها ملاحم عظيمة استطاعت فيها شعوبنا ان تهزم الغزاة ملاحم يقول عنها الصهاينة خسائرها مؤلمة
أصل الصهاينة مش واخدين علي حروب الرجالة
ورغم أن الصهاينة بكل قواتهم دخلوا ارض محروقة ومهدومة ومجرفة ومحاصرة ومغطاة باسراب من طائرات الصهاينة والاقمار الصناعية وقبتهم الحديدية المصممة علي احدث تكنولوجيا لمراقبة غزة لكنها تعاني من الخسائر المؤلمة والفادحة في المال والعتاد
العالم كله يتحدث الان عن المقاوم الفلسطيني لدرجة ان هناك أناس من ديانات وثقافات اخري ومن جذور غير عربية بدات تقرأ في القرآن الكريم لتعرف ماهو السر في هؤلاء البشر الذين يرون إخوتهم وأبناءهم وابائهم وازواجهم يقتلون ويحملون جثثهم ويرفضون التهجير ويعيشون تحت قصف الطيران وهم متاكدون أنهم قد يموتوا ويقولون الحمد لله
من هؤلاء الأطفال الواقفين بالطابور لكتابة اسمائهم علي ايديهم من أجل إذا قتلوا بصواريخ الصهاينه يكونوا معروفين لمن تبقي من أسرهم من هؤلاء الناس الذين تقصف بيوتهم واذا نجوا وخرجوا من تحت الانقاض يحمدون ربهم ويقولون كله فداء الوطن
من أجل هذا شعوب العالم خرجوا للتظاهر في كل مدن الارض يرفضون سياسات دولهم في تشجيع الصهاينه علي ارتكاب مجازرهم
خرجوا ليحيوا صمود الشعب الفلسطيني
خرجوا يدعموا ثباتهم وبطولاتهم وايمانهم بعدالة قضيتهم في زمن أقصي درجات الجهاد فيه هو كتابة سطرين في منصة اكس او بوست في الفيس بوك
اللي عمله وبيعمله الشعب الفلسطيني مبهر وملهم ومعجز وكل يوم بيعدي علي صمودهم يغير في فهم البشرية لمغذي الحياة من الاساس