١/٣ بقلم : لواء / حسام سمير

ليست هذه نتيجة مباراة فى كرة القدم ..ولاهى معادلة كيميائية تحقق نتيجة مؤكدة ..ولاهى أيضا رقم له دلالة معينة..إنها تعنى ثلاثة من الأسرى الفلسطينيين مقابل أسير واحد إسرائيلى فقط
قد تبدو صفقة تبادل الأسرى لمن يقف فقط عند أرقامها أنها إنتصار مدوى فى حرب الخمسين يوما فالمقايضة يراها البعض على غير الحقيقة ..فالحرب غير المتكافئة لم تنتهى بعد ..وأن الصفقة ليست أسرى مقابل أسرى وإنما أسرى مقابل هدنة قصيرة جدا تمثل بضعة أيام لاتتعدى الأربعة ..أما الشمال الغزاوى المنكوب فنصيبه مختلف فى هذه الصفقة فتوقف القصف سيتم بواقع ست ساعات يوميا فقط..وقد صرح رئيس الحكومة الاسرائيلية بأن حكومته واجهت القرار الأصعب ولكنه القرار الصحيح.
بعد مضى الأربعة أيام سيعود القصف أشد من سابقه ..وفى كل مرة تتدخل الوساطة المصرية والقطرية سيتم التبادل حتى تنتهى اسرائيل من تحرير أسراها الذين لايتعدوا المائتى أسير .
بينما بدأت أصوات تتردد عما فعلته حماس وماالطائل من الهدنة المنعقدة ..وأصابع الاتهام توجه لها بأنها تحرر أتباعها من الأسر بينما قطاع غزة يتم تدميره بالكامل
ومن الممكن أن نقف خلف هذه الصفقة لنرى ماحققته وماآل إليه الحال الأن
هذه المرحلة هى الجزء الأول منها وهى تعنى تبادل ،١٥٠ أسير فلسطينى مقابل ٥٠ أسير اسرائيلى من النساء والأطفال ولكن فى الحقيقة أن حررت حماس ٥٠ من أسراها بينما تخطى رقم القتلى فى القطاع الثمانية آلاف ومثلهم من المفقودين تحت الأنقاض . أما عن الجرحى فحدث بلا حرج ..كما تم تدمير كل مايتصل بالحياة فى جميع أرجاء القطاع ..وقد تكون اسرائيل وهى تعقد الصفقة مع حماس قد قصفت منازل الأسرى الفلسطينيين وقتل أسرهم ..بينما سكان غزة يتمنون وقف دائم للقتال فقد أعيتهم الحرب الغير متكافئة بالمرة وتقطعت بهم سبل الحياة وأخذ التشرد والجوع والعطش منهم كثيرا ..
ولأن أمريكا مازالت تضع أصبع الديناميت فى الأماكن التى تختارها فى العالم فقد تختار بعناية فائقة مكان جديد لتلفت أنظار العالم له وتذهب حرب غزة للنسيان مثلما حدث فى الحرب الروسية الأوكرانية وحرب السودان وغيرها ..فالبراكين لاتخمد نيرانها إلا بعد أن تخرج كل حممها الملتهبة ولاتهدأ إلا بعد وقت طويل ..فلا يمكن اطفائها ..هى فقط التى تطفىء نيرانها

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى