كأس خلاص في ليلة خريفة قدم إلي وجلسنا على مقعد خشبي لنعيد ماتبقى لنا من ذكريات قبل رحيل العمر قال : هاتي لنا كأس شراب لندفىء به أمسيتنا ونعيد الذكريات .. سكبت له حبي في كأس من البللور وحملته بكل سنيني التي مضت دون رؤياه حملته بكل أنواع الهوى والعشق .. والحنين على ماانقضى وفي ما سرقته غفلة السنين زدت عليه قليلاً من دموع الحرمان .. قليلاً من ساعات عشتها في غيابه ألم دفين .ظ. تتقطع له الاوصال والرغبة في البقاء . زدته شيئاً من ساعات صفا .. عشناها ونحن في عزِّ الشباب قدمته له وبيده البيضاء رعشة الماضي الحزين .. عَبَّ منها رشفته الأولى .. قال من أي نوع خمرك يأمرأة .. هل من نبع كوثرك أسقيتني ا.. ام من حبك الذي لايخبو .. وحنانك .. من معاناة الغياب في السنين .. قلت : كل هذا من فعل الزمن .. وقد مضى .. ومامضى لايعود أشرب منه فهذا كأس الخلاص .