يتعاقب الليل والنهار على كل مساحات الكوكب . إلا منطقة واحدة بقيت الشمس فيها عالقة ما بين قصف الطيران البربري وما بين صرخات الأطفال من تحت الأنقاض
مازال القمر يطل يكسوه الخجل حد الجنون .. على برك الدم ورعب زوايا المدينة المدمرة .. هواجس يستطيع قراءتها اي أميٍّ من بعيد على صفحات وجوه المارين بين أزقة الحطام ورائحة الموت
رعب يسكن أطراف من بقوا على قيد الويلات .. عيونهم تدور كما تدور الأفلاك .. تراقب من بعيد .. وتحمل نفس علامات الاستفهام ، وسؤال لا يفارق جدران ارواحهم .. متى يحين دورنا لنكون كمن سبقونا ؟؟ قربان الوطن الرافض للذل والهوان
وبرغم كل تناقضات الشهيق المحترق مع الزفير الذابل حد الجنون تورق أزهار الأمل الذي يولد بشق الأنفس بعد مخاض عسير من الفقد والوجع .. أمل يحمل بقايا تلك الأرواح الحاملة لكوكب الحزن .. يخبرها أن القادم اجمل رغم مرارة الواقع .. وأن النور القادم يشق طريقه بصعوبة مطلقة .. في طرقات غدر العدو وصمت القريب
ستزهر شمس الحب والسلام
ستزهر ابتسامات الأطفال ثانية
وسيعود لزيارة تلك الأرض المنكوبة حد الجنون .. أرواح من رحلوا .. ليهمسوا في آذان قلوبنا .. سلام عليكم يا من صمدتم فانتصر الحق وأزهر السلام