معلمة الرسم … قصة قصيرة بقلم / رامى زيدان

معلمة الرسم … قصة قصيرة بقلم / رامى زيدان
كانت حكاية حازم تخوضها من أجل راحة بالها ومسئولياتها تجاه عملها بعدما تعاطفت مع حازم فهو عمل إنساني تؤجر عليه، دلفت إلي زميلتها في العمل وتدعي {سارة} وسألتها ، بقولك ايه يا سارة في طالب عندي في الفصل أسمه حازم ، أنا بشوفه كتير بيبكي علي الفاضي والمليان،
سارة دي حكايته حكايه، بس عايزه وقت كبييييييير عشان أقولك،
طاب يلا أنا خلصت شغل ، ممكن أركب معاكي توصليني ،
أميرة ممكن يا ستي ، أتفضلي قدامي ، أستقلا السيارة ومعهم حازم الذي استغرق في النوم ، وعلي النغمات الكلاسيكية تحكي لها القصة المريرة في حياة حازم ، لقد توفت والدته وبتر قدم والده في حادثة تصادم سيارتين ،
أميرة ولكن حازم قال أن والدته سافرت إلى المنصوره،
سارة هكذا فهموه ولكن الحقيقة أنها توفت ،
أميرة مين اللي بيجيبوا المدرسة ويروحوا ،
سارة أحياناً عم خالد الفراش بيعدي علي بيتهم ويجيبوا معاه وهو مروح بردوا نفس الوضع،
نظرت سارة إلي عين أميرة فوجدت الدموع تسيل علي الخد ، فالموقف أثر عليها ،
وقالت لها أنا غلطانه أني حاكتلك الحكاية المؤثرة دي،
أعتدلت علي الكرسي وهي تقود السيارة وقالت لها مفيش حاجه أنا كويسه،
صاحت سارة في وجهها ،أستني أقف هنا أنت كدا عديتي القرية اللي أنا ساكنه فيها ،
اميرة يلا خدي حازم معاكي ووصليه وبكرة أنا اللي هوصله،
فعندما أنتهي اليوم وجني الليل سرحت وأسترجعت النقاش جيداً وعاشت أحاسيس ومرارة مالحق به الطفل حازم ،
وفجأة تدخل والدتها غرفتها وتقول لها انت نمتي ياأميرة
لا ياماما أنا مريحه عضلاتي شويه ،
عايزه اكلمك في موضوع مهم ،
اميرة دلوقتي ياماما ،
أيوا ، الموضوع ضروري
أميرة خير ياست الكل،
والله يابنتي في عريس متقدم ليكي وانت تعرفيه كويس ،
أميرة مين ياماما ،
ردت عليها المهندس باهر منير ابن رجل الأعمال الكبير منير العادلي ،
بتكشيرة وغضب قالت بص ياماما ياحبيبتي ، بالنسبة لي انا مش هتجوز حد ابوه اللي عمله وكل حاجه لاقاها متقدمة علي طبق من دهب ، فأنا أبحث عن شخص مكافح وطموح وعانى كتير من مشقة وتعب ،
بعد أذنك ياماما عشان انام شويه عشان هروح الشغل بدري ،
بدأت عملها في اليوم الجديد بمنتهي الحيوية والنشاط حتي انتهي وقت العمل فأخذت حازم معها في السيارة ،
وهي في طريقها اشترت بعض الحلوي والملابس الجديدة ،
ثم نزلا من السيارة ، وفي يدها بعض الهدايا التي اشترتها كهدية بسيطة لحازم ، دق الباب حازم ليرد صلاح والده ، أفتح الباب يا حازم ، بعدما فتح ودخل ومعه بعض الهدايا
ووضعها علي الكرسي ،
صلاح ايه الحاجات اللي معاك دي ،
حازم ده ميس أميرة معلمة الرسم هي اللي جيباهم ،وهي واقفه بره،
صلاح وسايبها بره خليها تدخل قوام،
دخلت بخطوات رقيقة يشوبها الحياء ،وألقت التحيه السلام عليكم ورحمه الله وبركاته،
صلاح وعليكم السلام،اتفضلي ياميس أميرة ،
أميرة شكرا لحضرتك،
صلاح يحاول ان يتحرك من علي الكرسي ولكنه عاجز بعد ما قطع ساقه الأيسر ،
أميرة خليك براحتك متتحركش ،
بعدما جلست على اريكة وثيرة ، وهي تنظر في هذا البيت المتواضع لكن يملؤه الأحساس بالدفئ والحنان،
صلاح تعالا يا حازم أسندني،
بدأ يتكأ عليه وفي يده عكاز يستند به كان يجر ساقه الأيمن ببطئ ،
حتي وصل إلى الثلاجة وقدم ليها عصير البرتقال ،
كانت أميرة مبهورة من تصميم هذا الرجل بأن يقدم ليها العصير ويتحامل علي نفسه،
دار النقاش بينهم حوالي نصف ساعة، أعجبها طريقه حوار هذا الرجل القوي بشخصيته،
باد عليها السعادة من التدخل في حياة هذه الأسرة الصغيرة ،
ربما كانت عاطفتها جياشة ، فيبدو أنها سوف تقع في غرام هذا الرجل المسكين،
لكن عامل الإعاقة سبب وعائق لإكمال هذه القصة،
اهتمت بصداقة هذه الأسرة وتردت عليهم مرات عديدة،
جعلت مشاعر صلاح تتحرك نحوها ، ولكنه يعلم تماما أن فقره وعجزه يمنعه من الأرتباط بها،
كان يمتلكها الفضول أن تعرف حقيقة مشاعره ،ربما الرغبة المدفونة في عينيه تشي بعلامات الحب،
فأرادت أن تصحي غيرته،
فقالت له ، أنا ممكن الفترة الجاية أتأخر ومعرفشي أجي أزوركم،
عشان بصراحة جايلي عريس وممكن ارتبط بيه،
ظهرت علي وجهه علامات الضيق وصارت انامله مرتبكة،
وبصوت مخفوت وحزين ، وياتري العريس ده كويس ، وانت ايه مشاعرك نحوه،
أميرة: أنا شايفه أنه أنسان مستواه الأجتماعي والمادي معقول جدا، وبيشتغل شغلانه مرموقة ، وبالتالي أرفضه ليه،
صلاح: دي حياتك وانت حره فيها كل اللي هقدر أقوله أتمني ليكي حياة سعيدة،
أميرة : بسهولة كدا عايز تتخلص مني ومتشوفنيش،
صلاح : إن كان عليه أنا عايزك العمر كله مع……….؟!!!
أميرة أنت بتقول ايه انت عايزني،
صلاح : اسكتي حرام عليكي أنا بتعذب،
أميرة : بوصلي يا صلاح ، متخفشي من أي حاجة قول انك عايزني،
صلاح: أنا بحبك أفهمي بقا،
أميرة : وانا كمان بحبك وليه كنت مخبي عليه،
صلاح: لازم أخبي شوفي انت مين وانا مين،
أميرة : الحب مفهوش فرق بين غني وفقير،
صلاح: ده كلام أفلام بنضحك بيه علي روحنا،
أميرة: لأ ياصلاح بكره تشوف وأنا هتجوزك،
صلاح: أنت أتجننتي أهلك مش هيوفقوا،
أميرة : دي حياتي الشخصية ومن حقي أختار شريك حياتي،
هرولت إلي بيتها والدموع تملأ ةعينها من شدة الفرحة ، بعدما تأكدت من مشاعر صلاح لها ، ثم واجهت والديها بالزواج من منه،
ودارات بينهم مناقشات وحوارات كبيرة ولم تسفر عن أنجاز ، فكانت النتيجة أن والدها سحب منها مفتاح السيارة ، ومنعها من الذهب للعمل ، وتم قهر مشاعرها بعد حبسها في البيت،
وتم رفض الخوض في الموضوع مرة ثانية لتعيش حياة بائسة بدون حبيبها الفقير ، وينتصر المال علي الحب في نهاية مأسوية؟!!!!!!