رانيا البدرى تكتب / كيف نجحت المقاومة الفلسطينية فيما فشل به الجميع على مدار سنوات ؟
المقاومة الفلسطينية بجميع فصائلها لم تتغلب على الإحتلال الإسرائيلى عسكرياً و سياسياً فقط خلال الحرب الحالية ، بل تغلبت عليه فكرياً أيضاً.
لقد بذل الصهاينة والغرب بشكل عام الكثير من الوقت و الأموال لتجنيد وسائل الإعلام في العالم لترسيخ فكرة أن الإسلام دين الإرهاب ( رغم علمهم بكذب هذا الإدعاء و أن الإسلام لم ينتشر بحد السيف كما زعموا بل بحسن معاملة التجار المسلمين و صدقهم وأمانتهم في أصقاع الأرض) لكنهم نجحوا بالفعل لعقود طويلة فى إرساء تلك الفكرة كمعتقد راسخ في ذهن شعوب الغرب .
و بينما يحاول رجال الدين و الإعلاميين و الكثير من الشخصيات العربية البارزة لتغيير تلك الصورة الزائفة إلا أن نسبة نجاحهم في تلك المهمة لم تكن قادرة على تغيير الرأى العام العالمى بشكل كبير كما يحدث الآن.
ربما يرجع ذلك إلى فعالية الصورة بقدر كبير أكثر من الكلمات ، فالمقاومة لم تحاول حتى دحض أكاذيب و إفتراءات الكيان الصهيوني بإتهامها بالمعاملة الوحشية للمحتجزين ،لقد تركت المقاومة الصور تتحدث للعالم أجمع .
فمن المعروف وفقاً للدراسات العلمية أن ضحايا الآسر يخرجون من تلك التجربة بصدمات نفسية و بعضهم قد يخضع للعلاج النفسى لسنوات عديدة.
بينما لأول مرة في التاريخ نشاهد محتجزين يلوحون و عيونهم مملؤة بالإمتنان لمحتجزيهم بل و يصافحونهم مودعين إياهم بإبتسامة بعد إطلاق سراحهم !!
لقد أعطت المقاومة الفلسطينية درساً جديداً للإنسانية و صورة حقيقية للإسلام تجلت بوضوح فى عيون أسراهم .