الجُبن القاتل قصة قصيرة تأليف الشاعره والأديبة أ/ نسمات السيسى

  الجُبن القاتل قصة قصيرة تأليف الشاعره والأديبة أ/ نسمات السيسى

 

كان فى زمان بعيد قبل تقدم الحضارات بزمان حيث أنه كان يعيش الإنسان على مياه الآبار

وكانت توجد قرية فى مكان ما يعيش فيها رجل هو وزوجته الجميلة بجوار بئر ذات المياه العذبه ومعهم أبنائهم ..الذين يحبونهم وفى يوم من الايام مياه هذا البئر كادت أن تجف فكان كلما حاول الزوج أن يأتى بالماء فكان لا يستطيع الحصول عليه بسبب ان يده لا تطول مياه البئر ومع تكرار المحاولات التى كانت دائما تأتى بالفشل يأس هذا الرجل بسبب انه لا يستطيع ان يحصل على احتياج أبنائه وزوجته من احتياجهم من الماء وكان هذا الزوج دائما يشعر بقلة الحيله والعجز وكان دائما حزين وينعى حظه وفى مره من المرات دخل داره وجلس وهو يفكر لماذا الزمان يجور علي بهذا الشكل كأن القدر يسعى لإضعافى وكأن الزمان والقدر والظروف…… يتفقان على هزيمتى وعلى كسرى فأقتربت منه زوجته التى تعشقه…….. فرأت دموعه تنهمر من عيونه وكانت هذه أول مره ترى دموعه فكيف لحبيبها ان يبكى كل هذا البكاء …..فذهبت مسرعة إلى فضاء العالم لتجد حلا منيعا لتذهب به اليأس عن زوجها فرأت النخيل بهِ اوراق منسوجة بالخيوط فطلعت إليه وأتت بهذه الاوراق من…….. خيوط النخيل المنسوجه وجلست تتفنن لتصنع حبلا طويلا قوى متين……وربتطه فى اناء وجعلته دلواً يدلو به إلى البئر ليخرج بهِ الماء وأخذته وذهبت به إلى زوجها فلم يصدق ما فعلته زوجته من أجله ففرح به فرحا شديدا وبما انه كان من الواجب عليه هو ان يفعل كل هذا فتكبر على أن يشكرها عليه ولم يذكر لاحد بأنها صاحبة الدلو وأيضا زوجته …..لم تريد منه أن يشكرها ولا تريد ان تُعلم احداً بهذا الإنجاز فسعادة زوجها هى مطلبها الاساسى ……سعادتهُ انستها العالم بأثره وقالت فرحت عيونه تكفينى وكأن الزمان والمكان…. شكرونى نيابة

 عنه فما اريد……. غير إسعاده

ومرت الايام وكل الابار جفت ولم يعد للقرية سوا هذا الدلو حتى يأتون به ليحضرون الماء من الابار ففى هذا الوقت هذا الزوج اصبح فى وسط قريته ذات مكانةُ عاليه وكان كل اهل القرية… يحتاجونه ويطالبون مساعدته…. بوقار. وتودد وإستعطاف حتى….. يرضى عنهم ويعطيهم من ماء دلوه ..وكانت زوجتةُ سعيدةٌ جدا بهذا فأصبح زوجها من ذات النفوذ بهذا الدلو وبات يتعامل مع نفوذ هذه القريه وكانت الاسرة بكاملها فى غاية السعاده خصوصا الزوجه لأنها إستطاعت أن تنشأ بيت تغمره السعادةُ والاستقرار وأستطاعت ان تخرج بزوجها من البؤس القاتل والظلام الكاسر لأى أسرة وكيان ومرت الايام على هذا النحو من السعادةُ والفرح حتى جاء يوم من الايام مرت إمرأه فقيرةٌ عجوز. محتاله على هذه الزوجة طالبة 

 

حاجه. فتولد الحسد فى قلبها

  لهذه الزوجه فإنها زوجةٌ سعيدةٌ جداً فلديها بيتٌ جميل وأولاد واسره سعيده وزوجها لديه دلواً وهو يوجد مع قلة قليه من الناس فهو من الإشراف بسبب دلوه هذا فباتت تخطط العجوز المحتال حتى تفسد على هذا الزوجة حياتها فماذا تفعل فإنتظرت زوج المرأه حتى خرج من المنزل ودخلت إلى هذه الزوجة فى منزلها وصفعتها على خدها بكف يدها وتركتها وخرجت إلى زوج هذه المرأه وجلست تبكى وتفترى على زوجته وقالت له أن زوجتك همت بضربى فذهب الزوج مسرعا إليها وسألها كيف تضرب هذه العجوز فزوجته أقسمت على أنه لم يحدث هذا بل العجوز هى التى همت بضربى فدخلت عليه العجوز وقالت له  

لابد أن تأخذ حقى من….. زوجتك

 إن لم تأخذ حقى من …..زوجتك سأأخذ منك هذا الدلو فصرخت زوجته تقول له انها محتاله وحقود وعجوز لا تقدر على اذيتنا فهى عجوز ونحن لا نزعجها بشئ فوجب عليك طردها من منزلنا مادامت تريد إفساد حياتنا فردت العجوز مرةً أخرى إن لم تأخذ لى حقى سوف أءخذ دلوك هذا فما كان على الزوج إلا أن ربط الدلو فى رقبةِ زوجتهُ وعلقها بهذا البئر دون أن يسمع لإستغاثات زوجتهُ ولا حتى يلتفت إلى صوت العقل الذى يقرُ بأن هذه المرأة عجوزاً ومحتاله وضعيفة البنيه ولم تقدر على فعل شئ وفى هذه اللحظه أيقنت الزوجة بأنه بالرغم من أن زوجها كان يصاحب أصحاب النفوذ الا انه مازال جبانا ويعيش فى ظلمات يأسه ومستقع ضعفه ولاكن للأسف كانت هذه المعرفه بعد فوات الآوان فقد قتل إمرأتهُ لانه يعلم ما بداخله من ضعف لانه ضعيف الذات وليس لديه قوة شخصيه وليس لديهِ قدرة على مواجهة اى خطرا يحوم حوله أو حول أى أحدا من أفراد أسرته حتى ولو كان مصدر الخطر إمرأه ضعيفة البنيه وعجوز ومحتاله فما كان منه إلا أن افسح لها الطريق لتمشي على جثةَ زوجته البريئة بفعلِ هذا الجبن القاتل الذى لا يعرف سوى الانطوائيه على الذات …..وكسر من حولهُ وإضعاف من….. يحبونه 

وكأن غلطة زوجته الوحيده بأنها كان يجب عليها أن تسبق هى وتهدده بدلوها حتى يخاف منها ويخشاها ويحافظ على حياتها ولاكن للاسف مات الحب المتفانى بفعل( الجبن …القاتل. )

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى