تقارير و تحقيقات

علم من أعلام التصوف أبو العلمين العارف بالله أحمد الرفاعي (الجزء الثاني)

علم من أعلام التصوف أبو العلمين العارف بالله أحمد الرفاعي (الجزء الثاني)

 

إعداد/ د. محمد أحمد محمود غالي

 

للإمام أحمد الرفاعي مؤلفات كثيرة فقد أكثرها خلال حرب التتار، ومما بقي من كتبه الأتى : (النظام الخاص لاهل الاختصاص، المجالس الاحمديه، البرهان المؤيد، حالة أهل الحقيقة مع الله،

التحفه الرفاعيه، كتاب الحكم شرح التنبيه «فقه شافعى»، كتاب قلادة الجواهر، أقطاب الصوفيه، تفسير سورة القدر، معاني بسم الله الرحمن الرحيم)

من أشعاره رضي الله عنه التى كانت تفيض بحسن التضرع والمناجاة لله تعالى مع خالص الحب والعشق الإلهي قوله :

تــعـــــود سهـــــر الليــــــل فــــــــأن النــوم خســــــران*

ولاتــركـــــن الــى الـــــذنب فعـــقبـــى الـــذنب نيــــــران*

وقـــــم للــــــواحد الفــــــرد فــــلـــلقـــرآن خـــــــــــــلان*

يـنام الغافـــــــل الســـــاهي ومـــــافي القــــــوم وسنــان*

ويلـــهو المعــرض اللاهــي وعنــــــد القــــــوم احــــزان*

وهــــم والله فـــــــــتيــــــان أذا مــــــاقيــــــــــل فتـــيــان*

ومن شعره أيضا :

مُلوكُ الأَرْضِ أَرْبابُ الرَّعايَا

ونَحْنُ عَبِيْدُ خَلَّاقِ البَرايَا *

إذا جَلَسُوا على تَخْتٍ كَبِيرٍ

سَجَدْنَا بالجباهِ على الثَّرايَا *

طِعِمْنَا البُّرَّ في مِلْحٍ جَرِيْشٍ

وقدْ طَعِمُوا الشَّوايا والقَلايَا *

وإنْ سَكَنُوا قُصُورًا عالياتٍ

سَكَنَّا في المساجِدِ والزَّاوايَا *

وإنْ رَكِبُوا خُيولًا صافناتٍ

أَخَذْنا الَحقَّ والتَّقوَى مَطايَا *

وإنْ فَخَرُوا بدِيباجٍ وخَزٍّ

قَنِعْنا بالمُسوحِ وبالعبايَا *

أَلَسْنا بالتُّرابِ وهمْ سواءٌ

إذا نَزَلَتْ بنا رُسُلُ المنايَا *

ويَنْدَمُ في القيامَةِ كُلُّ عاصٍ

ونَنَظُرُ مَنْ تَحِقُّ لهُ العطايَا *

ومن أقواله السديدة الحكيمة :

“إيـَّاكَ مِنَ الحسَد والكَذِب ولا تُعَوّد نفسَكَ على هذِهِ الخِصَالِ قطعًا، واغضُض طرفَك عنِ النَّظَرِ إلى أعراضِ النَّاس، وحاسِب نفسَكَ في كلّ يومٍ واستغفِر اللهَ كثيرًا وكُنْ طبِيبَ نفسِكَ ومُرشِدَهَا ولا تغفَل عن حِسَابِ نَفسِك، وإيـَّاكَ مِنَ الاشتِغَالِ بِحَظِّ النَّفس وإيـَّاكَ والظُّهور فالظُّهورُ يَقسِمُ الظُّهور”.

وقال أيضا :

“من نهىٍ عن البدع ، والاستغاثة بغير الله ، كقوله : ومن لم يزن أقواله ، وأفعاله ، وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة ، ولم يتهم خواطره ، لم يثبت فى ديوان الرجال” .

وقال الامام احمد الرفاعي أيضا :

“واحذر الفرقة التي دأبها تأويل كلمات الأكابر والتفكّه بحكاياتهم وما نسب إليهم فإن أكثر ذلك مكذوب عليهم . وما كان ذلك إلا من عقاب الله للخلق لما جهلوا الحـق ، فابتلاهـم الله بأناس من ذوي الجرأة السفهاء … وسلط أيضاً أناساً من أهل البدعة والضلالة : فكذبوا على القوم وأكابر الرجـال وأدخلوا في كلامهم ما ليس منه . فتبعهم البعض فألحقوا بالأخسرين أعمالاً “. (فريد، احمد المزيدي، ٢٠٠٧م، ١٢٢-١٢٣)

وبعد عطاء كريم فى حياة عامرة بالعلم والتقوى وحافلة بالزهد والورع عندما بلغ الإمام أحمد السادسة والستين من عمره، اعتراه داء بالبطن «الإسهال الشديد» وبقي مريضاً أكثر من شهر، وكان يتحمل الآلام الشديدة بدون شكوى أو تأوّه، ثابتا ومحافظا على تأدية الطاعات والعبادات التي اعتاد عليها بقدر استطاعته، إلى أن توفاه الله عز وجل يوم الخميس ١٢ جمادى الأولى عام ٥٧٨ هـ، ودفن في قبّة جدّه لأمّه الشيخ يحيى البخاري في بلدته أم عبيدة، وكان يوماً مهيباً. رحم الله الإمام أحمد الرفاعي، ورضي عنه وأرضاه وأجزل له العطاء.(ابن خلكان، ٢٠١٣م، ١٧١/ ١)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى