قبل أن تشرع في رحلة الأنتقام بقلم : لواء/ حسام سمير

قبل أن تشرع فى رحلة الانتقام ..احفر قبرين أحدهما لعدوك ..والثانى لنفسك..
لم أجد أشد وأنسب وأقوى من تلك العبارة للكاتب كونفوشيوس لأوجهها إلى الدموى نتانياهو وأن أبدأ بها ..ولم يتداعى إلى خيالى صورة ذهنية لما تقترفه يداه الأثمة الملطخة بدماء الألاف من الأبرياء غير صورة دراكولا مصاص الدماء
فالفاعل يرتكب فى عصرنا الحديث المغلف والمحاط بمبادىء القيم والإنسانية التى يتشدق بها الغرب السيكوباتى أبشع وأحط الجرائم ..ويبدو أن مفعل آلة القتل ومحركها يتطلع بشغف إلى تحقيق رقم قياسي فى القتل والإبادة الجماعية للأبرياء وهو يرى فى النازية مثل أعلى لما يجب أن يكون عليه ..وقد خلق موقفا متناقضا محيرا لما حدث فى محرقة الهولوكوست التى راح ضحيتها أكثر من مليون يهودى ..وقد حول قطاع غزة إلى غرفة غاز كبيرة أشبه مايكون بمعسكر أوشفتيز فى بولندا
أستحق نتانياهو ومعه عصابته من المتطرفيين المتعصبين أن يكون هتلرا جديدا وعاد يطل علينا بعبقريته المجنونة وقدراته الفذة فى القتل والإبادة
أصبح تساقط القتلى يوميا مشهدا يستمتع به مخرجه وهو يجلس أمام شاشات العرض يتلذذ هو وأعوانه بتلك المناظر البشعة ..ويشبع رغباته فى الافتراس الوحشى
فى مأزق خانق وفى خندق غير حامى يقف الرجل ويترنح مابين الداخل والخارج
ففى الداخل الاسرائيلى تدنت شعبيته إلى رقم صفر ..وعادت محاكمته إلى الظهور مرة أخرى بعد أن توقفت لأكثر من شهرين لدواعى الحرب ..تتم المحاكمة وهو هناك منشغلا بالقتل والتدمير يرتكب جرائم جديدة ويغيب عن ساحة القضاء الاسرائيلى بتهم الفساد المنسوبة إليه هو وأسرته ..وقد استدعى الاحتياط من محاميين وشهود الإدعاء إلى ساحة القتال بغرض قتلهم وقتل أصواتهم وشهادتهم وحجبها عن مشهد الاستجواب القضائى
يدفن كل دليل ويخرس كل صوت ويذهب بكل إدانة ..يبعثر المحاكمة ويبعد بكل الأدلة ليدفنها مع جثث النساء والأطفال والشيوخ
يستمر القصف الوحشى بلا رحمة بلا هوادة بلا شفقة بلا إنسانية بينما العالم كله وقف منبهرا بالمشهد المأساوى..أما هؤلاء المنكوبين فقد اعتادوا وعرفوا وأيقنوا أن الموت قد اقترب من كل منهم وأن الزنانة التى أطلق عليها الغلابة هذا المسمى يعرفون جيدا وهى تحلق فوق رؤوسهم أنها تختار منهم من ستقتله بعد أن تحدد أماكنهم بينما تأتى مدفعية التطرف وصواريخ الجبناء لتبيدهم وتحول كل شىء إلى ركام
ماذا سيفعل العالم أمام كل هذه الجرائم ..فقد سبق إدانة رؤساء وحكام فى بلادهم بتهم الإبادة الجماعية وقدموا للمحاكمة الجنائية الدولية وأصبحوا مطلوبين ليمتثلوا أمامها
فهل سيحدث ذلك مع النتن..ياهو ..سؤال لايجد لدينا ٱجابة فالرهان على شرف العالمية أصبح له معايير مختلفة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى