المقاومة الفلسطينية واسرائيل حينما تكون المعركة غير متكافئة اضرب وأختفي بقلم : د. عاطف عبد الجليل

حينا تكون المعركة غير متكافئة اضرب وأختفي
هل تنفذ المقاومة الفلسطينية خطة فيتنام ضد امريكا اثناء احتلالها .
القاعدة التي بني عليها كابوس فيتنام حين انهارت قوة الطائرات والقاذفات وفشلت القنابل والجحافل بهزيمة من معول وردش وعيدان الخيزران التي كانت سلاح الفيتناميين ابناء اذكي وأعقد شبكة أنفاق في العالم
خمسون سنة مضت علي إنسحا الامريكيين اللذين ربحوا فقط ارواحهم لتغذي ذاكرة الجنود قلم كتاب الروايات والسينما عن ماهية الأنفاق الفيتنامية وتفاصيلها.
السماء التي تمطر صواريخ وقنابل عمياء والأرض المثخمة بالجنود الأمريكية المدججين بالأسلحة لا يمكن مواجهتهم إلا من تحت تحت الأرض حفروا حتي عمق ٢٠ مترا تحت الارض .
كانت تضم غرف نوم للمقاتلين ومستودعات الذخيرة وتصنيعها وفيها مستشفيات ومطابخ ومؤنة وحتي سينما بل ان فيها أيضا دور عبادة ومقبرة .
هذه الانفاق التي تمتد لآلاف الأميال مشيدة بطريقة هندسية عبقرية جعلتها عصية علي خطط الأمريكيين ودفاعاتهم حتي وإن إكتشفوها .
متاهة تنحدر من بوابتها الضيقة المتعرجة بواقع ١٢٠ درجة وكل الممرات لا تتناسب مع اجساد الجنود الامريكيين .
هذا الانحدار والتعرج يفقد إنفجار القنابل اليدوية فاعليته كما أن إطلاق النيران داخل النفق يكون غير مجدي .
أما الهجوم بالغاز والأسلحة الكيميائية فإن النفق مصمم بطريقة تجعل تدفق الهواء بداخله صعب للغاية .
وتم ملء بعض ممرات النفق بالماء مايمنع تسرب الغاز إلي الحجرات حيث يسبح الفتناميون لتجاوزها .
البوابة متعددة وكان مكان إختفائها هو التحدي الأكبر مما جعل الجيش الأمريكي يلجأ لتجريف الغابات وقطع الشجر وإلقاء أطنان القنابل لتفجير الأنفاق ولكن بدون فائدة فالأشباح المقاتلة كانت تحصد الجنود الغزاة وتختفي .
لجأ الامريكيون إلي الكلاب البوليسية كسلاح للكشف عن بوابة الأنفاق وخاصة في المناطق المأهولة لكن ذكاء الفيتناميين تغلب حين جعلوا البوابة في حظائر الخنازير وغطوها بالروث مايشتت حاسة الشم لدي الكلاب .
بعض مداخل الأنفاق كانت تحت الماء وفي مجاري الانهار وحين ينجح العدو بكشف نفق ما تواجهه دفاعات وأفخاخ لا تخطر علي بال مثل فصيلة البنج المتدحرجة التي كانت تهري اطراف من يقع فيها كما أن العقارب المخيفة خلف ساتر رقيق وافاعي الخيزران تشكل جرس الانذار حين تهاجم المتسللين من مداخل النفق واذا توغل الجنود اكثر واجهتهم المفاجاءات بطلقة تخرج من خلف الطين .
كان الفيتناميون يداوون الجرحي في المشفي المغلف بقماش مظلات الجيش الامريكي منعا للتجريم والبكتريا في بيئة رطبة معتمة .
كانوا يولدون الكهرباء من الدراجات لصالح المشفي أو غرفة السينما لشرح الخطط وبث الأفلام الدعائية لرفع المعنويات ولا يخرجون القتلي لدفنهم بالخارج بل يتم دفنهم بداخل الأنفاق حتي لا يكشف الأمريكيون أعداد الضحايا من الفيتناميين ولا يعرف الأمريكيون أعداد أسلحتهم قد نفذت أم لا .
كان الشعب الفيتنامي يدرك أنه بين موتين فالأنفاق لم تكن بكل مافيها مثالية حيث تحوي الزواحف والحشرات السامة بالإضافة إلي العتمة والرطوبة والأنهيارات أحيانا .
كل هذا من أجل ولادة قيصرية للحرية من الغزو والأستعمار الأمريكي وقبله الفرنسي .
فكان وجع الهزيمة درسا لم ينساه من عاش أسوأ كابوس في تاريخ الحروب الأمريكية حين هزمهم شعب اعزل ونفق .