إلي أين يذهب المواطن السوداني بعد اشتعال الحرب في ود مدني؟؟؟
خيم الحزن على أواسط السودانيين بصورة كبيرة، بعد تمكن الدعم السريع الدخول إلى مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة، والسيطرة على الفرقة الأولى مشاة.
خيبة أمل كبيرة وغصة تعصر قلوب المواطنين بعد انسحاب دراماتيكي للجيش وتمكن الدعم السريع من الدخول للمدينة، وتساؤلات كثيرة لم يوضحها الجيش بعد، تمثلت في كيف يتمكن الدعم بعدد قليل من الجنود على حامية يقدر قوامها بآلاف الجنود وآلاف المستنفرين واستعداد الأهالي التسليح في مواجهة هذة المليشيا.
ويبلغ عدد سكان ولاية الجزيرة حوالي 6مليون نسمة، بالإضافة إلي آلاف النازحين من ولاية الخرطوم عقب إندلاع الحرب في 15 ابريل/نيسان الماضي، كما انتقلت إليها أكثر المرافق الصحية والتعليمية والخدمية والمحال التجارية وغيرها، نسبة لقربها من الخرطوم والتكتل السكاني الهائل فيها، خاصة بعد الحرب.
دخول الدعم السريع وسيطرته على المدينة يعيد للذاكرة القريبة تكرار ما حدث في الخرطوم واحيائها من استباحة وقتل وتشريد ودمار ونهب للممتلكات، وهي سياسية يتبعها الدعم السريع في مناطق سيطرته، وهذا ما حدث بالفعل في مدني ورفاعة ومناطق متفرقة من الولاية، فقد تم قتل أحد الكوادر الطبية في مستشفى رفاعة واختطاف آخرين وتدمير جزء للمستشفى.
المواطن يعرف أن منطقة بها الدعم السريع لا تصلح للعيش، فهو يعوث فساداً فيها، ولكن الأمر أن هذة القوات منعت المواطنين من الخروج من المدينة وقطعت طريق سنار مدني وكان هو المنفذ الاول للنزوح من مدني مرة اخرى ونشرت ارتكازتها داخل الأحياء، حسب ما أعلنت لجان مقاومة ود مدني.
وفي ذات السياق هاجمت قوات الدعم السريع صباح اليوم منطقة القطينة بولاية النيل، علما بأن القطنية ليس بها قيادة للجيش، ولكن الدعم السريع لا يفرق بين جيش ومواطن في هجومه واستباحته المناطق.
درج السودانيون من بداية الحرب التنقل من منطقة لأخرى دون أن يجدون يد العون عون من احد، كما أن استقبال الدول المجاورة للاجئين محدود جداً ووسط إجراءات معقدة وتكلفة عالية جدا، ومساعدات إنسانية أقل من المحدودة، في تهميش واضح للأزمة السودانية من قبل المنظمات والدول الكبرى.