عِبرَةٌ …. للأديب/ زكريّا الحمّود

عِبرَةٌ …. للأديب/ زكريّا الحمّود

 

ما طابَ لنا في الحَياةِ إلّا الوِصالُ

حالُنا دونَ وُجودِ الأحِبَّةِ ليسَ حالُ

ماعادَتِ الهُمومُ مالٌ زينَةٌ ولاجَمالُ

للّهِ المُستَعانُ إنِ استَمَرَّتِ الأحوالُ 

 

أُناسٌ عَلَو في الأرضِ تيهاً وَ مَرَحاً

وَ عَهدُنا بِهِم على الضَّلالَةِ ما زالوا

أينَ المُلوكُ أينَ الأباطِرَةُ و القادَةُ 

ألا بِئسَ ماصَنَعوا و بِئسَ ما فَعَلوا

 

باتوا تَحرُسُهُم المَواكِبُ و الكِلابُ

مانَفَعَ عَمَلُهُم وَلاصَدَقَت لهُم أقوالُ 

ها هُم بَعدَ العِزِّ غادَروا مَعاقِلَهُم 

سَكنوا الحُفَرَ مَنازِلاً لَبِئسَ مانَزَلوا

 

أينَ الأرائِكُ و التّيجانُ و الأوسِمَةُ

بَعدَ الدَّفنِ أَ تَرى لَهُم صَولٌ وجَولُ

أينَ النَّعيمُ وَ أينَ العِزَّةُ و الجاهُ 

أصبَحوا مُجَرَّدُ خَبَرٍ صورَةٌ أومَقالُ

 

إن سَأَلتَ القَبرَ ساكِنيهِ لأَخبَرَكَ

أنَّ دودَهُ ما تَرَكَ مِنهُم وَ لو مِثقالُ

ياما أطيابُ العَيشِ ولَذيذُهُ أكَلوا 

حَتّى جاءَ اليَومُ الّذي فيهِ يُؤكَلوا

ما لَذَّ وَ طابَ عَيشُ إمرِءٍ بِدُنياهُ

لو رَأى مَصيرَهُ في اللَّحدِ قَبلُ   

 

ُنَصيحَةُ الوالِدِ ذِكرى مَسامِعي

قَبلَ أن يُغادِرَ دُنيانا وَ عَنّا يَرحَلُ

تَواضَع يا ولدي فالأرضُ الأدنى

تَشرَبُ ماءَها و الماءَ الّذي حَولُ

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى