(سحابة صيفية) كلمات/ صافيا جرجس حناوي ذات يوم صيفي وأنا جالسة على مقعد خشبي أراقب الفراشات التي تطير من حولي وفيها كل ألوان الجمال التي منحها الله لها وأداعب خصلات شعري الأحمر المنسدل على كتفيَّ والنسيم العليل يراقصه يميناً ويساراً ناثراً بعض خصله على وجنتيَّ........ بدأت باستعراض كتاب حياتي المثقل بالهموم..... مناجية ربي : لماذا وضعت على كاهلي كل هذه الهموم وأنا كما خلقتني لم أكن يوماً شقية أو معصية..... فلماذا خلقتني شقية.... ؟.؟.؟ هل لأني : كنت مطيعة وصابرة وصادقة ومؤمنة..... كنت بارة بوالدي وأقاربي...... كنت أجتهد وأكد لأحصل على رزقي الحلال...... لقد تعبت ياربي من كثرة همومي وآلامي فأرحني من هذه الدنيا الفانية..... ربي أعني وخفف أوجاعي وساعدني لقضاء ماتبقى من العمر بهدوء وسكينه.... ونظرت إلى السماء بعيون يملؤها التضرع والرجاء وينبعث منها بريقاً يضيء الأرجاء..... وإذ بغيمة صيفية تخيم فوق رأسي وبدأت تسكب دموعها عليَّ بغزارة.... كان لهذه الدموع مفعول سحري.... فسكنت هواجسي وارتاحت نفسي وهدأت أعصابي وغسلت همومي ثم قالت : ألم تشعري بالارتياح يا فتاة ياشقية..... طمعت بمزيد من حنان ربي فقلت لها متوسلة : أنا بحاجة لرب الأرباب في كل وقت وظرف..... هو البعيد عن كل فحص وتدقيق المنفرد في التقدير والتدبير وهو المعين المجيب.... ابتسمت الغيمة ورحلت بعيداً.... ربما حاملة رسالة مواساة لإنسان آخر يعاني...... بقلمي :صافيا حناوي 20/8/2023