أن تصل متأخرا ..أفضل من أن لاتصل بقلم : لواء / حسام سمير
شعار رفعته كبرى شركات الشحن البحرى فى العالم
قدمت هذه الشركات أولوية أمن سفنها على حسابات الوقت وتكاليف النقل
فقد أعلنت كل من شركة الميرسك الدنماركية وشركة الهابيج لويد الألمانية ومعهما السى إم إيه وشركات أخريات تعليق عبور سفنها التجارية من مضيق باب المندب جنوب البحر الأحمر ..وفضلت مضطرة أن تسلك طريقا أخر خلف القرن الأفريقى فى زيادة فى الوقت تقدر بعشرة أيام
وقد بدأ العالم يبحث عن بدائل جديدة فى ظل الأجواء المتوترة فى محيط الشرق الأوسط وبعد أن أعلنت إيران عن تحديها وأنها المسئولة الوحيدة عن تأمين مضيق باب المندب . فقد بادرت أمريكا وحلفائها فى إرسال تحالف بحرى هو الأكبر فى نوعه وعدده فى المنطقة
الأمر مرتبط بما يحدث فى غزة ..فالعالم كله أصبح يستيقظ وبات يمسى على مشاهد مأساوية يتساقط فيها الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ قتلى وصرعى بينما يجتاح الجيش الاسرائيلى كل مدن غزة والضفة ويرتكب أفظع الجرائم الإنسانية دون رادع
حكومة الحرب ماضية بجنون وهوس يخفى وراءه هلع فى قصف وقتل المدنيين العزل معلنة عدم رجوعها إلا بعد أن تفكك البنية الأساسية لمنظمة حماس التى صنفتها من جانبها أنها جماعة من الدواعش الإرهابية ..بينما أصبحت هذه الحكومة على مهب الريح وليس لها قبل فى مواجهة الضغط الاسرائيلى الداخلى والذى يزداد يوما بعد يوم فى ظل فشلها فى عدم تحرير أيا من الأسرى
بينما تقف أمريكا فى وضع حرج أمام العالم وتحارب داخل أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن مشهرة فى كل مرة سلاح الفيتو لإفشال التصويت على وقف دائم لإطلاق النار
الموقف معقد وملتبس وكل طرف له حساباته المرتبطة بالدرجة الأولى بالأوضاع الداخلية
فالحزب الديمقراطى الأمريكى الحاكم لايعنيه إلا شيئا واحدا وهو أن يظل مرشحه بايدن الرئيس الحالى جالسا على كرسى القيادة بعد أن أزيح الحزب من كراسى الأغلبية فى الكونجرس الأمريكى
أما حماس فقد رأت هذه المرة أن يكون الاتفاق مع اسرائيل هو اتفاق مختلف عن المرة السابقة . اشترطت فيه وقف دائم لإطلاق النار مع الإفراج عن جميع الأسرى والمسجونين داخل اسرائيل
هناك اختلاف ظهر على السطح بين بايدن ونتنياهو فى تنفيذ وإدارة العمليات العسكرية وتجنب استهداف المدنيين وأيضا فى المدة المتبقية لانتهاء الحرب وإنجاز المهمة
فى المقابل أعلن الجناح السياسى بقيادة إسماعيل هنية استعداد حماس أن تنخرط تحت قيادة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية .. وفى عدة لقاءات بين الطرفين لتوحيد الصف فى ظل غياب السينوار عنها أعلن الأخيررفضه التام لهذا باعتباره قائد الجناح العسكرى لحماس
واستمرار المقاومة فى أعمالها العسكرية الدفاعية ضد جيش الاحتلال
يتفاقم الموقف يوما بعد يوم داخل قطاع غزة وبينما يعانى سكانها من نقص شديد فى سلسلة الغذاء والمتطلبات الطبية وانتشار الأوبئة والأمراض ..تمضى اسرائيل فى تدمير كل شىء مستشفيات ومنازل وتجتاح كل مايقابلها ..وأصبح كل سكان غزة تقريبا نازحون بشكل يومى من منطقة إلى أخرى فى ظل جو قارص البرودة يحملون ماتطوله أيديهم من ملابس وأغطية مخلفين وراءهم آثار الدمار الشامل والأنقاض التى يستقر تحتها ذويهم ..القتل بدم بارد أصبح مشهدا معتادا لكل العالم الذى يقف صامتا عاجزا أمام أبشع جرائم الانسانية..يبدو أن الأمر سيستغرق كثيرا من الوقت فقد أعلن أحد وزراء حكومة الحرب أنهم قد يستغرقوا عشرة سنين لإنهاء مهمتهم المحددة ..نحن نعيش فى عالم مجنون مجنون مجنون..
