بين الحياة والموت … بقلم الكاتبة/ أسماء الحاج مبارك

بين الحياة والموت … بقلم الكاتبة/ أسماء الحاج مبارك
الحياة بنيت على ثلاث
لا راحة في الدنيا
لا سلامة من كلام الناس
و لا نجاة من الموت
لا راحة في الدنيا
فاجتهد في طريقك إلى الجنة
الدنيا دار تعب شقاء و ابتلاء
إغتنم جزاء و نعيما و خلودا
بدار البقاء
لا راحة في الدنيا جاهد النفس
و كن غالبا للأهواء تنعم نعم الجزاء
لا راحة في الدنيا لا تسجن نفسك
أيها المبتلي بين الشقاء والإشتهاء
درب الإيمان فلتعتلي
“حلو الدنيا مر الآخرة و مر الدنيا حلو الآخرة ”
فيا أيها العاقل ” إلتمس رضاء الله بسخط الناس يكفيك الله مؤنة الناس ”
لا سلامة من كلام الناس
المادح و الذام سواء
فاعلم للحياة استواء
و سر واثق الخطى
فلست بحاجة للثناء
و أنت على يقين
بعيدا كل البعد عن التملق والاستجداء
و لا تظلم نفسك في مدحك لمن تجهله بغباء
و اتعظ و اجعل فحوى زمامك من قصر
عن استحقاق في الثناء دلالة عن الحسد
فلا تكن من ذوي الهجاء
و عند الكسر كن قويا بصمتك
فالصمت نبع من الإيمان
حكم عقلك يا ابن آدم و ارتق عن أذية
سهام أعزهم و أصدقهم في الخفاء
لا تكترث لنار فجرت بصدرك البركان
لا تكترث لمن يؤلمهم ارتقاؤك
تجاهل لذعات البشر منهم الأشقياء
“فالتجاهل صدقة جارية على فقراء الأدب”
و لا نجاة من الموت
نحيا و أجلنا محتم
فكن مستعدا كي لا يستبد بك الندم
و لا تهتم لملذات الدنيا و لا تجعلها
صدارة هم فهي دار الفناء
مهما عشت يا ابن آدم سيأتيك الأجل
فالحياة مجرد ذكرى و الموت حقيقة لا تأفل
ترعرعت بمدن الفراق منذ الأزل
رحم الله كل من قد رحل
و شكرا لمن لطريق الفراق قد رسم
و للفؤاد عمدا قد كسر و إلى درب القسوة قد وصل
لن يؤلمنا الوداع بقدر ضياع السبل
و حمدا لله على استقبال ضيفنا حين يؤمر و حين يحل
بالأمس البعيد القريب دفنت من كان سندي و عضدي و مأمني
أمواتا يحضنهم الثرى بل عند ربهم أحياء
و اليوم أقولها بكل حرقة وألم وداعا يا كل العمر
لن يرهقني الفراق فذكري للموت كثر
و اعتاد القلب فالموت نصب السبل
و نحن أفراد من الرحل
وداعا لمن تبكيك الروح لا المقل
وداعا و اعلم مشاعر الاحترام كامنة فينا أبدا لن تضمحل
وداعا أقولها و دعائي أرفعه لرب السموات إن الموت قد عجل
اللهم إنا نسألك توبة قبل الموت و راحة عند الموت و عفوا عند الحساب و فوزا بالجنة و نجاة من النار
وداعا فإني استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه و دعائي رحمة و مغفرة لكل من رحل