الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين عليهما الرضوان (الجزء الثاني) إعداد/ د. محمد أحمد محمود غالي

الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين عليهما الرضوان (الجزء الثاني) إعداد/ د. محمد أحمد محمود غالي
عاش عامان معاصرا لجده الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، و١٢ عاما معاصرا لعمه الإمام الحسن بن علي، و٢٣عاما معاصرا لوالده سيدنا الحسين. حضر كربلاء، إذ شهد (واقعة الطف) لم يُقاتل إلى جانب والده بسبب مرضه الشديد. قتل جنود يزيد اثنين من أبناء سيدنا الحسين اسمهما علي ظانين أنهم قتلوا الإمام الذي كان سيأتي بعد سيدنا الحسين. عندما أدخلوا علي بن الحسين بين الأسرى على ابن زياد سأله من أنت؟ فقال: «أنا عليّ بن الحسين»، فقال له: أليس قد قتل اللَّه عليّ بن الحسين؟ فقال (علي): «قد كان لي أخ يسمّى عليّاً قتله الناس»، فقال ابن زياد: بل الله قتله، فقال (علي): {اللَّٰهُ يَتَوَفَّىٰ الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} فغضب ابن زياد وقال: وبك جرأة لجوابي وفيك بقية للردّ عليّ؟! اذهبوا به فاضربوا عنقه. فتعلّقت به عمّته (السيدة زينب) وقالت: يا ابن زياد حسبك من دمائنا، واعتنقته وقالت: لا والله لا اُفارقه فإن قتلته فاقتلني معه، فقال لها (على): اسكتي يا عمّة حتى اُكلّمه، ثمّ أقبل عليه فقال: أبالقتل تهدّدني يا ابن زياد؟ أما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة. ثمّ أمر ابن زياد (بزين العابدين) وأهل بيته فحملوا إلى دار بجنب المسجد الأعظم. حدّث عنه (أبو سلمة وطاووس، وهما من طبقته، وأبان بن تغلب، وأبو حمزة الثمالي)، أخذوا عنه علوم الشريعة من تفسير القرآن الكريم والعلم بمحكمة ومتشابهه وناسخه ومنسوخه وأحكامه وآدابه، والسُنّة النبوية الشريفة روايةً وتدوينًا إلى أحكام الشريعة، حلالها وحرامها وآدابها، إلى فضيلة الاَمر بالمعروف والنهى عن المنكر. تتلمذ على يديه (ابنه أبو جعفر محمد الباقر وعمر، وزيد، وعبد الله، والزهري، وعمرو بن دينار، والحكم ابن عُتيبة، وزيد بن أسلم، ويحيى بن سعيد، وأبو الزناد، وعاصم بن عبيدالله، وعاصم بن عمر ابن قتادة بن النعمان، وأبوه عمر بن قتادة، والقعقاع بن حكيم، والمنهال بن عمرو). من أقواله رضي الله عنه: «أصبحت مطلوبًا بثمان : الله يطالبني بالفرائض، والنبي بالسُنّة، والعيال بالقوت، والنفس بالشهوة، والشيطان باتّباعه، والحافظان بصدق العمل، وملك الموت بالروح، والقبر بالجسد.. فأنا بين هذه الخصال مطلوب… ». مؤلفاته: (الصحيفة السجادية)، من أجلّ مؤلفات آل الرسول بعد نهج البلاغة للإمام علي بن أبي طالب، و(رسالة الحقوق) وهى رسائل في أنواع الحقوق «حقوق الله، وحقوق النفس، وحقوق الأعضاء، وحقوق الأفعال، من الصلاة والصوم والحج والصدقة والهدي….. التي تبلغ ٥٠ حقًّا آخرها حق الذمّة». تُوُفِّيَ رضي الله عنه في ١٢ أو ٢٥ محرم ٩٥ هـ، عن عمر يناهز ٥٧ عاما، وودُفن في (البقيع) بجانب قبر عمّه (الحسن بن على) عليهم الرضوان. أما مشهد سيدى علي زين العابدين، بحي زينهم بالقاهرة، فهو مقام رأس سيدي زيد بن علي زين العابدين، وكنيته (أبو الحسين).