كانت البداية في 15 أبريل من هذا العام، بداية انهيار السودان المنهار بالفعل؛ حيث اشتبك الجيش النظامي بقيادة عبدالفتاح البرهان مع ميليشيا قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). وذلك تنافسًا على السلطة!
ومنذ بدأ الاشتباكات، بين السوداني والسوداني، على الأرض السودانية، وراح ضحية القتال أكثر مِن 12 ألف سودانيًا معظمهم من المدنيين، ونزح أكثر من 8 ملايين شخص!
ماذا بعد؟ إن كان التنافس على السلطة، من أجل مصلحة البلاد، فأين مصلحة البلاد من هذا الذي يحدث؟! قتل وتشريد الملايين، وتدمير البنية التحتية، ثم ماذا؟ إعادة الإعمار بعد سيطرة جانب؟ هذا إن حدث إعمارًا!
ومن يعوض أهالي الضحايا عن فقدانهم ذويهم، وفقدانهم رونق حياتهم الطبيعية التي كانوا يحيونها؟!
المؤسف أن الأزمة من المقدر لها أن تتفاقم أكثر خلال عام 2024، وفي ظل الأحداث الدائرة، ورحى الحرب التي تدور في قلب المدن ووسط المدنيين، هناك حالة تعتيم غريبة ومرعبة من الإعلام المحلي والعالمي، كأن السودان لا يشغل ولا يهم النظام العالمي في شيء.
كثير من البلدان السودانية معرضة أو تعيش خطر المجاعة والأوبئة الآن، وخطر الإبادة. ففي بلدة أردماتا غرب دارفور، قتلت الجماعات المسلحة 1000 شخص في نوفمبر وفقًا للاتحاد الأوروبي.
وذكرت وكالة “فرانس برس” أن تركيز النازحين أكثر على دولة تشاد، حيث مخيم أدري. وهي ثاني أقل دولة نموًا في العالم.
ووفقًا للتنصيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التابع للأمم المتحدة، يحتاج أكثر من 18 مليون شخص وبشكل عاجل للمساعدات الإنسانية. كما حذر برنامج الأغذية العالمي من أن المواقع التي دمرتها الحرب قد تواجه مجاعة كارثية بحلول مايو المقبل.
وفي ظل الأزمة، نزح الكثير من الخرطوم، إلى ود مدني ثاني أكبر المدن، وبعد اقتحام قوات الدعم السريع لها، يفرون الآن إلى الفاشر.. ويستمر النزوح، والدمار، ويستمر الصمت العالمي!