أربعة ملوك حكموا الأرض كلها من هم ؟

بقلم : الاعلامية / د هاله فؤاد
أربعة ملوك حكموا الأرض كلها ، منهم الصالح المؤمن ، ومنهم الجبار المتكبر
ملوك الأرض الأربعة الذين حكموا الأرض كلها ، إثنان منهم مسلمان وهما النبي سليمان _ عليه _ السلام، وذي القرنين ، وكافران هما نبوخذ نصر ، والنمرود .
سنتناول كل ملك في مقال على حده ، وسنبدأ بالملك نبوخذ نصر :
نبوخذ نصر أو بختنصر أو بخترشاه هو أحد الملوك الكلدان الذين حكموا بابل ، وجعل منها أقوى إمبراطورية في الأرض وبنى فيها المعابد ، وثماني بوابات أكبرها بوابة عشتار على إسم الإلهه عشتار ، كما بنى حدائق بابل المعلقة إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة .
إمتزجت حياة نبوخذ نصر بأساطير الإغريق والآشوريين ، وذكرته الكتب المقدسة .
فتارة هو إبن ملك من سلالة الكلدانيين ، وتارة أخرى ،هو طفل مجهول النسب ألقي به في غابة مهجورة رضيعا ، فقامت الوحوش برعايته، حتى أن لبؤة أرضعته فكبر بخصال الأسود وقوتها وجبروتها فأصبح شابا قوي يافع .
ألتحق بالجيش ، وبرزت مهاراته القتالية الفذة ، ولمع نجمه ، وقاد إحداها ، وبعدها تقلد حكم بابل وأصبح الملك الأقوى .
خاض عدة حروب طاحنة ضد الآشوريين والمصريين، وقد دك حصون القدس مرتين وقتل أهلها .
ونبوخذ نصر هو أحد أشهر ملوك بابل ، الذي غزى مملكة يهوذا، فأسر آلاف من اليهود نفاهم إلى أرض بابل ليعملوا كخدم لشعب بابل طوال حياتهم ، ولقد أسر نبوخذ آلاف منهم ومن بينهم حكماء وعلماء .
كما قام بأسر نبي الله ( دانيال ) ، وحينما شاهد محبة اليهود له وإلتفافهم حوله، أراد أن يتأكد هل هذا إنسان صالح وصادق أم لا .
فأمر بحبسه وإدخال الأسود عليه بعد أن جوعهم فلم يلمسه أي أسد أو ح تى إقترب منه ، فتأكد نبوخذ نصر والبابليون أنه رجل صالح فحبسه وحيدا .
حلم نبوخذ نصر وتفسير النبي دانيال له:
رأى نبوخذ نصر فيما يرى النائم صنم عظيم الشكل رأسه من ذهب وساعداه ويداه من فضة وبطنه من نحاس وساقاه من حديد ، أما قدماه فمن رخام .
ثم أتت حجرة صغيرة فهشمت ذلك الصنم حتى أصبح كقطع التبن وكبرت الحجرة حتى أصبحت جبلا مهيبا ملأ الأرض بأكملها .
إستيقظ نبوخذ نصر وهو يرتعد وذهب إلى مجلسه ،وأمر بإحضار جميع الكهنة والعرافين من أهل بابل من أجل تفسير هذا الحلم .
ومن العجيب أن الملك نبوخذ نصر لم يطلب منهم تفسير الحلم فقط بل طلب منهم أن يحكوا له الحلم ، فعجزوا عن ذلك فقام بسجن البعض وسفك دماء أخرين .
وإستمر في البحث عمن يفسر له الحلم أياما طويلة ، وأرسل وزراءه يبحثون في كافة أنحاء الأرض عن سحره وعرافين وكهنة يستطيعون تفسير حلمه ، ولكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل .
خطرت فكرة على ذهن أحد الوزراء وهي ، أن يبعث بجلب اليهود المأسوريين ربما يكون لديهم تفسير .
ولكنهم عجزوا عن ذلك ، وحينما أمر نبوخذ نصر بقتلهم ، قالوا له نعرف من يمكنه تنفيذ طلبك ، وأشاروا عليه بالنبي دانيال .
فأتى به وطلب منه أن يقص عليه الحلم ويفسره ، فطلب النبي دانيال مهلة ، وذهب إلى حجرتة وأخذ يدعو ( الله تعالى ) ويصلي .
ونام النبي دانيال ورأى الحلم الذي رآه الملك بالتفصيل ، فاستيقظ من نومه سعيدا ، وصلى وحمد الله تعالى ، وطلب من الحرس أن يخبروا الملك بذلك .
وحينما ذهب النبي دانيال إلى الملك نبوخذ نصر قال له ، لايمكن لأي كاهن أوعراف أو ساحر تنفيذ ماطلبت ، لكن يوجد إله واحد في السماوات كاشف الأسرار ، وإن حلمك وتفسيره لدي بفضل الله تعالى .
تفسير النبي دانيال للحلم :
قال له : أنت الرأس من ذهب بمعنى أن مملكتك هي الرأس .
بعدها ستقوم مملكة أخرى أصغر من مملكة الكلدانيين ، ثم مملكة أخرى تتسلط على كل الأرض وبالفعل قامت مملكة الإغريق .
ثم تأتي أقوى الممالك كالحديد وبالفعل قامت مملكة الروم ، ثم تأتي مملكة جميلة لكن ضعيفة وهي المملكة البيزنطية .
ثم قال : إن جميع الممالك سوف تسحق، ثم يقيم إله السموات والأرض مملكة لن تنقرض أبدا وهي أمة الإسلام الت ي سوف تبقى إلى آخر الزمان .
بناء حدائق بابل المعلقة وحكاية عشق :
قد يبدو العنوان غريبا ولكن عندما أسرد لكم الحكاية سيتضح كل شيء.
بالرغم من قوة وجبروت وبطش الملك نبوخذ نصر ، لكن قلبه خفق للحب فأحب فتاة تدعى إميديا من بلاد فارس ، وتزوجها .
تربت إميديا بين تلال وهضاب وجبال فارس الخضراء ، حيث الحدائق والطبيعة الخلابة ، وجبال فارس الخضراء ، فحينما إنتقلت إلى بابل ، فقدت كل هذا الجمال ، فشحب لونها ، وملأ الحزن عيونها الجميلة ، فرق الملك المحب لها ، وقال لها ، هل تفتقدين ط بيعة المروج الخضراء والتلال البديعة في بلدك .
سأغير لك ذلك العالم ، وأطوع لك الطبيعة ، فأمر بجمع العمال والصناع والمهندسين والعلماء وأمرهم بتفيذ حدائق بابل المعلقة .
إختار مرتفعا ضخما وقرر زراعته من أجل حبيبته وزوجتة إميديا .
بلغ إرتفاع تلك الحدائق ثلاثمائة وثمانية وعشرين قدما ،وهو مايوازي ثلاثة أرباع إرتفاع الهرم الأكبر .
وأحاطها بسور قوي محصن بسمك سبعة أمتار ، وأوصل التراسات بعضها ببعض بواسطة سلالم رخامية يساندها صفوف من الأقواس الرخامية أيضا .
كما صنع أحواضا حجرية للزهور مبطنة بمعدن الرصاص وضعت على جانبي كل رأس ، وملئت بأشكال عديدة من الأشجار والزهور ونباتات الزينة المختلفة .
وكان التراس العلوي يحتوي على مسقيات تمد بالماء باقي التراسات وحدائقها .
وكان الماء يأتي من نهر الفرات بواسطة مضخات تدار بسواعد آلاف العمال .
وتم البناء ، وفرح الملك نبوخذ نصر عندما رأى الفرح والسرور في عين محبوبته وزوجته .
سبحان الله العظيم ، فالنفس البشرية معقدة جدا ، فهذا الملك الجبار ، الذي قتل وسفك دماء العديد من البشر ، يمتلك هذا القلب الرقيق المليء بالحنان والرقة تجاه حبيبته .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى