“الناس على دين ملوكها” والرئاسة تكليف لا تشريف بقلم / د.علي أحمد جديد

“الناس على دين ملوكها” والرئاسة تكليف لا تشريف بقلم / د.علي أحمد جديد
في مقابلة للرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد على قناة فوكس الأمريكية .سألته مذيعة القناة الأمريكية :
– الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ، عندما تنظر إلى المرآة صباحاً .. ماذا تقول لنفسك وأنت رئيس الجمهورية ؟..
أجاب :
يقول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام :
(الناس على دين ملوكها)
وأنا أنظر إلى الشخص الواقف أمامي في المرآة.. وأقول له “تذكّر أنت لست سوى موظف بسيط تم اختيارك لخدمة الشعب ، وعندك اليوم مهمة ثقيلة .. وهي خدمة الشعب الإيراني
أما المذيعة فقد قدَّمته يومها قائلة :
– محمود أحمدي نجاد .. الرئيس الإيراني الأسبق الذي حير الكثيرين .. عندما وصل إلى مكتب الرئاسة .. تبرّع بكل السجاد العجمي الفاخر إلى أحد المساجد في طهران .. واستبدل به سجاداً من الدرجة البسيطة ..
وفوجئ أن في مبنى المكتب الرئاسي هناك قاعة كبيرة ومزركشة لإستقبال كبار رجال الدولة .. فأغلقها وطلب من مسؤول البروتوكول أن يكون الإستقبال في غرفة عادية كراسيها من الخشب …
أما المدهش حقاً ..
هو خروجه كثيراً لكنس الشوارع مع عمال البلدية في المنطقة الذي فيها منزله ومكتب الرئاسة ..
ومن تصرفاته أنه عندما كان يعين وزيراً ، يجعله يوقّع على ورقة يتعهد فيها الالتزام بعدة شروط .. وأهم شرط أن يبقى المسؤول على حالته التي جاء فيها إلى منصبه ، وأن حساباته في المصارف وأقاربه سيتم مراقَبتها .. وأنه مثلما دخل الوزارة سيخرج منها مع مرتبة الشرف … فلا يجوز له ولا لأحد من أقاربه الإستفادة من أي مورد من موارد الدولة ..وقد وقع هو أولاً وقبل أي وزير أو مسؤول على هذه الوثيقة بعد أن صرّح عن ثروته ‘الكبيرة’ وهي سيارة بيجو 504موديل 1977.. وبيت قديم صغير ورثه عن أبيه .. مبني منذ 40 عاماً في أحد أفقر أحياء طهران ..
وحساباً مصرفياً فارغاً تماماً ، وحساباً آخر يتلقى عليه راتبه من التدريس من الجامعة فيه ما يعادل 250 دولاراً فقط ..وهو مايزال يعيش في نفس المنزل حتى اليوم ..
هذا كل ما يملكه رئيس واحدة من أهم الدول في المنطقة .. استراتيجياً ونفطياً وعسكرياً وسياسياً.وكان لا يتقاضى راتباً شخصياً له .. لقناعته بأنه مال الشعب وهو مؤتمن عليه .
من الغرائب التي أثارت دهشة الموظفين في القصر الرئاسي .. الكيس الذي يحمله معه هذا الرئيس كل يوم من سندويشات الجبن والزيتون التي أعدتها له زوجته يتأبطه بفرح وسرور ..لأنه ألغى الطعام الرئاسي الذي كان يؤتى به إلى الرئيس …
ومن الأمور التي غيّرها أيضاً ، كان إلغاء تخصيص الطائرة الرئاسية وتحويلها إلى طائرة شحن لتستفيد من وارداتها خزينة المال العام .. وطلب أن يتنقل بالطائرة العادية وبالدرجة السياحية كغيره من أفراد الشعب البسطاء ..
وجعل اجتماع مجلس الوزراء كل شهر في محافظة من محافظات الدولة حتى يتعرف الوزراء على هموم كل محافظة دون انتظار التقارير ..كما ألغى منصب مدير مكتب رئيس الجمهورية .. ليستطيع أي وزير أن يدخل إليه بدون سابق إذن ..
وقد منع الإستقبال الرسمي له في أي محافظة بالسجاد الأحمر أو طباعة صوره او نشر سيرته الشخصية أو تعظيم عمله بأي شيء ..
كما طلب من أي فندق ينزل فيه أن لا يكون هناك سريراً ضخماً في الحجرة .. لأنه لا ينام عليه مكتفياً بفراش صغير على الأرض وبطانية وهو يحب النوم على الأرض ..
هذا الذي كان رئيساً لدولة تحتل المرتبة الثانية عالمياً في احتياطيات الغاز والمرتبة الرابعة عالمياً من احتياطيات النفط هو بحق رئيس من كوكب آخر .. ولم يكن على كوكب الأرض بالتأكيد .
والأهم أنه حين تعرضت سورية إلى الحرب الكونية عليها ، هددت الولايات المتحدة بضرب سوريا تحت ذريعة استخدام الجيش العربي السوري السلاح الكيماوي . فأرسل أحمدي نجاد رسالة للرئيس الأمريكي (باراك اوباما) يقول فيها :
“تستطيع طائرات حلف شمال الأطلسي أن تبدأ غاراتها على سورية ، ولكنها بالتأكيد لن تجد وقتها مطارات لتعود إليها”ومن فورها ألغت الولايات المتحدة الأمريكية نهائياً خطتها بضرب سورية .