قلبي والبحر ... ناصر درويش في زمن الأوجاع المتراكمة .. غرقت روحي في بحر أعرف كل شواطئه وظننت بأني مهما ازداد العمق أعود فخضت عواصف موجه بلا خوف وصوت خافت في أذناي تمسك فإن البحر غدار وكنت كلما ازدادت نبرات الصوت تمردت لأني اعشق البحر منذ ولادتي قبيل ألف ألف عام واتخذت طريقي الذي أعرفه وما بين الموجة والموجة حرب وحرمان جثث الأطفال الساكنة روحي وأنين الثكالى ترفع الأحزان سقط المجداف وما انتبهت وبقيت محدقاً في ذاك الوجع الواصل من عمق البحر إلى وجه سماء النسيان … قلّبت كفّاي وضعت يدي على وجه القلب الباكي وصرخت بلا صوت إني أنا الإنسان إني أنا الذي منذ ولادته يلدغه الزمان ورقصت رقصة الموت ألماً وظننت أن الموت يئن كما قلبي في ذات المكان احتضنت آخر الموجات بكينا معاً .. أيها البحر غادرٌ انت والغدر موجع فتّان مددت يدي والموج يسحبني ظننت نجاةً… وما علمت بأن من مدّ يده لي هو السجّان من موت إلى موت أسير وكلما وجدت شاطيء النجاة ابتسمت رباه حتى الشاطيء ما عاد برّ الأمان قلب البحر احتضن الغادرين وقلبي رصيف العطاء لكل عاشق ولهان انتهت آخر اللحظات وتلاطم الموجات .. وانا .. والمكان والزمان