مقتلَ اثنين من قادة حماس في لبنان جراء غارة إسرائيلية

مقتلَ اثنين من قادة حماس في لبنان جراء غارة إسرائيلية
كتب/ أيمن بحر
اعلنت حماس مقتلَ نائب رئيس الحركة صالح العارورى واثنين من قادتها فى لبنان فى غارة بطائرة مسيرة إسرائيلية، أطلقت صاروخا استهدف مكتبا تابعا للحركة فى الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأوضحت حماس أن القياديين سمير فندى أبو عامر وعزام الأقرع أبو عمار قتلا أيضا في الغارة الإسرائيلية. هذا وقد أفادت وكالةُ الأنباء الوطنية اللبنانية بمقتل 7 أشخاص وإصابة 11 أخرين فى الهجوم مشيرة إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلى يحلق فوق بيروت والضاحية الجنوبية وصولا إلى صيدا.
وأعلن لبنان أنه سيقدم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولى ضد إسرائيل بعد اغتيالها قادة من حماس فى الضاحية الجنوبية وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتى إن هذه الغارة جريمة إسرائيلية تهدف لإدخال البلاد فى مرحلة جديدة من المواجهات.
من جهة ثانية ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسى لحماس سيكون ضمن عمليات اغتيال قادمة ضد الحركة.ودخلت الحرب فى قطاع غزة مرحلة أكثر عمقا وإن كانت ساحتها هذه المرة خارج جغرافيا غزة إذ شرعت إسرائيل فى ترجمة خطتها التي رسمتها بشأن ملاحقة قادة حماس المنتشرين فى دول المنطقة وبدأت باغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسى.
ما يحدث الآن من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية لن يكون الأخير بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأميركية التى أكدت أن اغتيال العارورى سيكون ضمن سلسلة هجمات تنفذها إسرائيل ضد حركة حماس.
وبالنظر إلى طبيعة هذه التطورات الجارية فإنها تتوافق مع ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو فى نوفمبر الماضي بأنه أصدر تعليمات لقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية لاستهداف قادة حماس أينما كانوا
وبالتوازى مع ذلك أيضا ذكرت صحيفة تايمز أو إسرائيل فى ديسمبر الماضى أن رئيس جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى الشاباك رونين بار أكد عزم إسرائيل على تصفية قادة حماس فى كل مكان حول العالم.إذا فإسرائيل إنتقلت إلى مرحلة جديدة من الحرب أى تنفيذ عمليات اغتيال محددة داخل وخارج القطاع فى إطار استراتيجيتها العسكرية فى قطاع غزة من الانتقال إلى عمليات وصفتها بالدقيقة بعد شهور من عمليات قصف واسعة النطاق فى غزة وتقول إسرائيل ان هذه الاستراتيجية تهدف إلى القضاء على حركة حماس بشكل نهائى حتى لا يكون لها مستقبل فى حكم غزة
وفى حديثه قال الكاتب والباحث السياسى مالك أبى نادر حول العملية العسكرية التى قامت بها إسرائيل داخل الأراضى اللبنانية:
استنكار الهجوم الإسرائيلى الذى استهدف الأراضى اللبنانية.إسرائيل مستمرة فى توسيع الصراع لتغطية هزائمها المتتالية فى قطاع غزة.لجوء إسرائيل الدائم لتغطية هزائمها فى الحروب إلى الاغتيال.
ما تقوم به إسرائيل من عمليات نوعية يزيد فى تأجيج الوضع وشحن الهمم الفلسطينية وتزايد النقمة على إسرائيل.
سيؤدى الهجوم الإسرائيلى على المناطق السكنية فى لبنان إلى زيادة التوتر فى المنطقة وزيادة دعم الشعب للمقاومة.
لا وجود لأطراف داخلية فى لبنان لها علاقة بالجريمة التى حصلت وإنما إسرائيل هى الوحيدة المتورطة فى الأمر.سعي إسرائيل إلى جر وتوريط حزب الله فى حرب قد ينتج عنها دمار شامل إلى لبنان.
وجود نوع من الحذر والتريث من قبل حزب الله آخذة بعدة اعتبارات قبل الرد بشكل مباشر.
إمكانية الرد من الداخل الفلسطينى عبر المقاومة الفلسطينية والتعاون بين الساحات اللبنانية والفلسطينية ومد المقاومة الفلسطينية بالأسلحة.
هناك عدة ظروف تملى اتخاذ القرار من طرف حزب الله بشأن الحرب أو الاشتراك فيها أو فى توسيعها.
ضرورة النظر فى مخلفات انعكاسات القرار على الواقع اللبنانى.من الضرورى أن يكون الرد من الداخل الفلسطينى والتأكيد على الإحباط والفشل الاسرائيلى.
تجاوز إسرائيل منذ 2006 إلى نهاية 2022 مرة للقرار 1701 أكثر من 12 مرة.إسرائيل تغتال الرجل الثانى فى حماس
ويرى الكاتب والباحث السياسى جهاد حرب بشأن تداعيات عملية اغتيال العارورى من قبل إسرائيل أن ذلك سيؤدى إلى تنفيذ عمليات انتقامية سواء من لبنان أو من الضفة الغربية مضيفا:
لا مبالاة لإسرائيل بمصالح وتحذيرات الإدارة الأميركية بعدم توسيع دائرة العدوان والحرب.تنفيذ إسرائيل لعملية الاغتيال دون الرجوع أو إعلام الإدارة الأميركية.
وجود سيناريوهات عديدة للرد على عملية اغتيال العارورى من الجانبين اللبنانى والفلسطينى.
سيكون هناك رد من حزب الله خاصة أن هذه العملية أحرجت الأمين العام لحزب الله الذى كان قد توعد بأن أى اعتداء على أى من القادة فى لبنان سيواجه ردا فوريا وقويا.مين العام لحزب الله الذى كان قد توعد بأن أى اعتداء على أى من القادة فى لبنان سيواجه ردا فوريا وقويا.
لا يرغب حزب الله فى أن تتحول الضاحية الجنوبية إلى ساحة للأعمال العسكرية وفقاً لالتزاماته الدولية بعدم توسيع الحرب بينما ترغب إسرائيل فى توسيعها متجاهلة كل التوصيات من الإدارة الأميركية وأطراف عربية ودولية أخرى.
إسرائيل مسؤولة عن عملية الاغتيال خاصة إثر إعلان نتنياهو ذلك خلال مؤتمر صحفى وهدد باغتيال زعماء حركة حماس علنا بما فى ذلك المتواجدون فى الدوحة وأمر الموساد بتنفيذ ذلك على الهواء.
مع توفر جميع الظروف الملائمة قبل ارتكاب عملية الاغتيال كانت الأوضاع فى الضفة الغربية بحاجة إلى شرارة لانطلاق المقاومة.
قد تكون المقاومة القادمة بعد عملية الاغتيال عملية مسلحة تشترك فيها كل الفصائل الفلسطينية التى دانت هذه العملية وستكون المواجهة مباشرة شعبية وأوسع من الأعمال المسلحة.
الضغوط والعراقيل التى فرضها جنود الاحتلال على الشعب الفلسطينى منذ السابع من أكتوبر كانت سببًا لوقوع صدامات بين الاحتلال والشعب الفلسطينى.
حرص الحكومة الإسرائيلية وعلى رأسها نتنياهو الابتعاد عن مواجهات داخلية قاسية يكون تكون نتائجها صعب على الحكومة.
العقلية الإسرائيلية ترفض التواجد الفلسطينى بكل أشكاله وهو ما لم تمنحه إياها الأقدار خاصة أمام تاريخ الصمود الفلسطينى.