الغيوم السوداء على المناطق الرمادية تقترب من الوطن بقلم : لواء / حسام سمير

 

يلوح فى الأفق القريب غيوم قاتمة السواد تغطى المناطق الرمادية فى غزة المجاورة والجنوب السودانى الأسمر وهى ليست من الغيوم التى تصنعها الطبيعة ..ولكنها بيد أشخاص شاء لنا القدر أن تكون لنا معهم سيناريوهات درامية قد تمتد معنالبعض الوقت ..وقد تنتهى بعد أن تخلف أثارها التى تأتى معها بمجموعة من النتائج المؤثرة والمصيرية .
وقد كتب علينا أن نتعامل ونواجه كل تلك التدابير والألاعيب السياسية التى يصنعها الحكام الحمقى المتشبثون بكراسى الحكم والمقبضين على تلابيب القيادة فى سبيل الوصول إلى مبغاهم ومرادهم ولو كان على حساب شعوبهم وشعوب دول الجوار
فرئيس الوزراء الإسرائيلى وجد ضالته فى الخروج من المأزق الداخلى واقتراب موعد محاكمته بتهمة الفساد ..باصطناع موقف خارجى جديد وافتعال حرب غير متكافئة مع طرف الصراع الأبدى الأخر ..بقصد تحويل أنظار الرأى العام الإسرائيلى ..ووضع البلاد فى حالة حرب تتيح له الإفلات من المحاسبة أو تأجيلها على الأقل وهو يواجه معارضة شرسة تتهمه بالضعف والخنوع أمام صفقات التسليح المصرى المتنوعة خاصة مع ألمانيا وفرنسا..بل ذهبت صحف المعارضة بما هو أكبر من ذلك ..بأنه مرر صفقة الغواصة الألمانية بعد أن قبض نظير ذلك بالاتفاق مع صاحب الشركة الألمانية الذى تربطه به صلة نسب
بينما يتوافق الأمر فى الداخل الاثيوبى مع رئيس وزرائها الذى يماطل ويسوف ويراوغ ثم يهدد ويتوعد وينذر بهدف استهلاك الوقت وهو حصان رهانه الرابح فى استكمال بناء سد الأزمة للقضاء على القبائل المتمردة وتحقيق نصر واهم يأمل فيه توحيد الجبهة الداخلية والتجاوز عن إجراء الانتخابات المؤجلة واعتباره بطلا قوميا لشعبه البائس
وبينما تتحفز اسرائيل بحشد برى عسكرى على منطقة السياج الأمنى تمهيدا لغزو قطاع غزة ..ينشق الداخل الإسرائيلى على صراع دموى فى مناطق حيفا واللد بين عرب الداخل وبين المستوطنين اليهود..وتستقبل بوابتنا الشرقية أعداد كبيرة من المصابين بقطاع غزة ..وتشهد استعدادات مكثفة من قواتنا المسلحة وقوات الشرطة تصديا لأى نزوح فلسطينى إلى الداخل المصرى مع تفاقم الأوضاع الأمنية داخل القطاع ..أما المدن الإسرائيلية فهى تعيش تحت صافرات الانذار ودوى صواريخ كتائب القسام وحماس وألوية صلاح الدين التى تتصدى لها منظومة دفاع القبة الحديدية والتى لن ستبدو عاجزة تماما إذا ماواجهت حزمة صاروخية أكبر مما يطلق على إسرائيل الأن ..
تبدو الإدارة الأمريكية المنحازة مترنحة وهى تضعف قبضتها على الأمور رافعة شعار حلحلة الدولتين بينما تخفى شيئا أخر..أما الإدارة المصرية فهى تتعامل مع كل هذه الملفات الشائكة التى تتغير معها الكثير من المعطيات وتضاف لها المستجدات المحيرة ..وهى مازالت تحاول وتثابر وتواجه وتغير من حساباتها بسرعات تتطلب تجاوز سرعة المتغيرات المتلاحقة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى