علم من أعلام آل البيت الإمام التقي محمّد الجواد بن علي الرضا عليهما الرضوان

وكالة أنباء آسيا

علم من أعلام آل البيت الإمام التقي محمّد الجواد بن علي الرضا عليهما الرضوان 

إعداد/ محمد أحمد محمود غالي

الإمام محمّد الجواد هو: “محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وابن السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم”. وُلد في ١٠ رجب سنة ١٩٥ هجرية، والده هو الإمام علي بن موسى الرضا، ووالدته سبيكة النوبية، ومن أسمائها التي عُرفت بها كذلك: خيزران، ويُحكى أن الرضا هو من سمّاها بهذا الاسم، ومن أسمائها أيضا دُرّة، وريحانة، وهي من أسرة السيدة مارية القبطية زوجة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. تزوج الإمام الجواد في عام ٢١٥ هـ أو (٢١٤ هـ) من أم الفضل ابنة المأمون العباسي، وقد حصل الزواج بطلب من المأمون، فوافق الإمام الجواد على ذلك، وعيّن لها من الصداق مهر جدته السيدة الزهراء رضي الله عنها أي ٥٠٠ درهم، ولم تنجب أم الفضل ولداً للإمام فجميع أولاد الإمام كانوا من زوجته الأخرى سمانة المغربية. ذكر الشيخ المفيد في الإرشاد أن الإمام الجواد رضي الله عنه خلّف بعده من الولد «عليّاً، وموسى، وفاطمة، وأُمامة»، وذكر البعض أن بنات الإمام ثلاثة: «حكيمة، وخديجة، وأم كلثوم». كنيته المشهورة : أبو جعفر، وألقابه : التقيّ، والجواد، والمرتضى، والقانِع، والمختار، والعالِم، والمنتجب، وقيل غيرها أيضاً. كان الإمام محمد الجواد في السادسة من عمره، عندما استدعى المأمونُ والده الرضا إلى مرو. كان الصبي يراقب والده، وهو يطوف حول الكعبة مودّعاً، وهو يصلّي في مقام إبراهيم، وأدرك أن والده يودَّع ربوعَ الوحي، وداعاً لا عودة بعده، فشعر بالحزن، أوصى الإمامُ الرضا أصحابه بالرجوع إلى إبنه الجواد عند وفاته. بالرغم من صغر سنّ الإمام ، فقد كانت له شخصية قوية تدفع المقابل إلى الإحترام والإجلال. ذات يوم مرّ موكب المأمون ، وكان قد توجّه إلى الصيد، فمرّ بصبيان يلعبون ومعهم محمدٌ الجواد، فرّ الصبيان، فيما ظلّ محمد الجواد واقفاً في مكانه. توقف المأمون، ونظر إليه بإعجاب وسأله : لماذا لم تفرّ مع الصبيان ؟. فقال الجواد ( عليه السلام ) : يا أمير المؤمنين لم يكن الطريق ضيق لأوسعه عليك، ولم يكن لي جريمة فأخشى العقاب، وظنّي بك حسن، وأنك لا تعاقب من لا ذنب له، فوقفت. فازداد المأمون إعجاباً ، وقال له : ما اسمك ؟ فقال : محمد ابن علي الرضا، فترحّم المأمون على أبيه ، واستأنف رحلته إلى الصيد. وقد كان الإمام الجواد رضي الله عنه أفضل وأكمل إنسان في عصره علماً وعملاً وأخلاقاً ، فقد أدهش وأفحم العلماء الكبار وهو حدث صغير السّن. ذكر الطبرسي في « أعلام الورى » أنّ أبا جعفر الجواد رضي الله عنه قد بلغ في وقته من الفضل والعلم والحكمة والآداب مع صغر سنّه منزلة لم يساوه فيها أحد من ذوي السنّ من السادة وغيرهم، ولذلك كان المأمون معجباً بعلمه وعلوّ منزلته … حتّى زوّجه ابنته أمّ الفضل. وممّا ورد في سعة علمه عليه السلام ما رواه الكليني رحمه الله أنّ قوماً سألوا أبا جعفر الجواد عليه السلام عن ثلاثين ألف مسألة فأجاب عنها دون تردّد. قال عنه ابن تيميّة في (منهاج السنّة): “محمّد بن علي الجواد كان من أعيان بني هاشم، وهو معروف بالسخاء والسؤدد، ولهذا سمّي الجواد”. وقال عنه صلاح الدين الصفدي في (الوافي بالوفيات): “محمّد بن علي هو الجواد بن الرضا بن الكاظم موسى بن الصادق جعفر رضي الله عنهم. كان يلقَّب: بالجـواد، وبالقانع، وبالمرتضى، وكان من سروات آل بيت النبوّة … وكان من الموصوفين بالسخاء؛ ولذلك لُقّب الجواد، وهو أحد الأئمّة الاثني عشر، ومولده سنة خمس وتسعين ومئة”. من أقواله البديعة المضيئة : «عزِّ المؤمن غناه عن الناس»، «يوم العدل على الظالم اشدّ من يوم الجور على المظلوم»، «حسب المرء من كمال المروءة تركه ما لا يجمل به»، «المؤمن يحتاج إلى ثلاث خصال : توفيق من الله و واعظ من نفسه وقبول ممن ينصحه»، «موت الإنسان بالذنوب أكثر من موته بالأجل ، وحياته بالبر أكثر من حياته العمر». توفي الإمامُ محمد الجواد رضي الله عنه في ٦ ذي الحجة لعام ٢٢٠ هجرية، وله من العمر ٢٥ عاما، ودفن إلى جانب جدّه الإمام موسى الكاظم رضي الله عنه في مقابر قريش، الكاظمية حالياً، رضي الله عنه وأرضاه وصلى الله وسلم وبارك على جده أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى