الإمارات تلجأ إلى التجنيس وهدفها تصفيات المونديال

يشارك منتخب الإمارات في كأس آسيا لكرة القدم في قطر بطموحات الوصول إلى أدوار متقدمة، ولكن الهدف الأساس سيكون الإعداد لتصفيات مونديال 2026، حيث ينتظر أن يكون شكل “الأبيض” مختلفاً كلياً بعد تجنيس 14 لاعباً ينتظرون فرصتهم في دخول القائمة بعد النهائيات القارية.وأقدمت الإمارات في 2023 على اكبر عملية تجنيس على صعيد كرة القدم فيها، مستفيدة من قانون 2018 الذي أصدره الرئيس الراحل خليفة بن زايد آل نهيان، وقضى السماح بمشاركة “اللاعبين المؤهلين لتمثيل المنتخبات”، وكذلك المقيمين في الدولة في المسابقات المحلية.

وسمح القانون لكل ناد بتسجيل 5 لاعبين أجانب شباب في قائمته، مشترطاً أن يكونوا تحت سن 21 عاماً للاستفادة منهم بعد خمس سنوات من إقامتهم في الإمارات في المنتخبات الوطنية، حسب المدة التي حددتها لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

وبالتوازي مع اللاعبين الشباب، بدأت الإمارات بتجنيس الأجانب المحترفين والذين قضوا فترات طويلة في ملاعبها وآخرهم الأرجنتيني نيكولاس خيمينيس (27 عاماً) لاعب وسط الوصل والذي يلعب في الدوري الإماراتي منذ موسم 2020-2021.

وكان منتخب الإمارات ضمّ في 2020 ثلاثة لاعبين مجنّسين هم الثنائي البرازيلي كايو كانيدو وفابيو ليما والأرجنتيني سيباستيان تاليابوي (استبعد عن التشكيلة الحالية)، وشاركوا في صفوفه خلال تصفيات مونديال 2022 في قطر، قبل ان يودّع “الأبيض” بالخسارة بصعوبة امام استراليا 0-1 في الملحق الآسيوي.

كما طالت المرحلة الأولى من التجنيس 13 لاعباً تألقوا بشكل لافت مع أنديتهم في الدرجة الاولى قد يشكلون عماد المنتخب في الفترة التي تلي كأس آسيا، وهم: إريك، برونو، جوناتاس، غيلهيرمي بالا، يوري سيزار، لوانزينيو، غلوبر، لوكاس بيمنتا (البرازيل)، مامادو كوليبالي، كوامي اوتون (ساحل العاج)، عمر تراوريه (مالي)، علاء الدين زهير (تونس)، عصام فائز (المغرب).
اللحاق بركب كبار القارة

واستدعى المدرب البرتغالي باولو بينتو، كانيدو وليما الى القائمة التي أعلنها أخيراً للمشاركة في كأس آسيا، إضافة إلى المصريين عبدالله رمضان ويحيى نادر، واليمني يحيى الغساني الذين ولدوا في الإمارات ونالوا الجنسية لاحقاً، بعدما استفادوا من قرار عام 2018 بمشاركة اللاعبين المقيمين.

وتراهن الإمارات على التجنيس وخططها التطويرية الجديدة لتصبح مستقبلاً قوة كروية كبيرة في آسيا، بعدما تأخرت عن الركب، وهو ما دلت عليه نتائجها في تصفيات كأس العالم حيث عجزت عن التأهل الى النهائيات منذ صعودها في 1990 إلى نسخة إيطاليا. وفي كأس آسيا، كان أفضل مركز لها احتلال وصافة نسخة 1996 التي استضافتها في أبوظبي، ثم المركز الثالث في 2015 في أستراليا.

وقال محسن مصبح حارس مرمى الإمارات في 1996 لوكالة فرانس برس “ابتعدنا كثيراً عن المنتخبات الخمسة الكبيرة في آسيا: اليابان، كوريا الجنوبية، أستراليا، إيران والسعودية، ويلزمنا الكثير من العمل للحاق بركبها”.

وتابع “فرض التجنيس نفسه علينا، بسبب ابتعادنا في المستوى عن كبار آسيا وفشلنا في مقارعتهم. لذلك نحتاج إلى عمل كبير في المرحلة المقبلة والتعلم من تجارب الدول المحيطة بنا في هذا المجال (تجربة قطر في كأس آسيا 2019 وإحراز اللقب بفضل المجنسين الشباب)”.

وأكد ان “التوجّه إلى التجنيس هو أحد الحلول، لكن في المقابل يجب الانتباه أيضاً للمواهب الإماراتية، وعندنا مجموعة أثبتت نفسها بعدما أعطاها (المدرب) بينتو الفرصة”.

واتفق مدافع الإمارات السابق إسماعيل راشد والذي تواجد أيضاً في 1996 مع مصبح في ما يخص “صعوبة مقارعة منتخب الإمارات الآن للمنتخبات التي تمتلك نوعية مميزة من اللاعبين، ويلعب بعضهم في الدوريات الأوروبية الكبرى، لذلك فان اللجوء إلى التجنيس قد يكون حلاً”.

ورأى أن “التجنيس معمول به في كل منتخبات العالم، وبالنسبة لنا من الصعب الحكم على التجربة قبل ان نعطي للمجنسين الفرصة خلال تصفيات كأس العالم 2026 والتعرف على الإضافة التي سيشكّلها هؤلاء للمنتخب”.
وصافة آسيا 1996 الأفضل

وشاركت الإمارات في كأس آسيا منذ 1980 وكان أفضل مركز لها وصافة 1996 عندما خسرت النهائي أمام السعودية بركلات الترجيح، ثم أحرزت المركز الثالث في 2015 بفوزها على العراق 3-2 والرابع في النسخة الأخيرة في 2019 على أرضها بخسارتها القاسية في نصف النهائي أمام قطر 0-4.

ويدخل “الأبيض” نسخة قطر بتشكيلة تمزج بين لاعبي الشباب والخبرة، وبمعنويات الفوز في المباريات الست التي خاضتها رسمياً وودياً تحت قيادة بينتو الذي استلم مهامه في أغسطس بديلاً للأرجنتيني رودولفو اروابارينا.

ورأى مصبح الذي اختير أفضل حارس مرمى في آسيا عام 1989 ولعب دوراً كبيراً في تأهل الإمارات إلى مونديال 1990 للمرّة الوحيدة في تاريخها ان “منتخبنا الحالي في مرحلة بناء، وحقق نتائج جيدة مع المدرب بينتو (6 انتصارات على التوالي)”.

وتابع “منتخب الإمارات يمكن أن يتجاوز دور المجموعات بالنظر الى طبيعة المنافسين في المجموعة الثالثة (إيران، هونغ كونج وفلسطين)، لكن من الصعب أن يذهب بعيداً في البطولة”.

من جهته، قال راشد “الفوز في ست مباريات أعطانا الأمل، لكن ذلك ليس مقياساً لان نوعية المنتخبات في كأس آسيا تختلف كليا عن تلك التي واجهناها في اللقاءات الأخيرة”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى