نجاة .. قصة واقعية من صلب الحياة بقلم الأديبة/ أسماء حميد عمور

  نجاة .. قصة واقعية من صلب الحياة بقلم الأديبة/ أسماء حميد عمور

 

الجزء الأول

رضخت لنمط العائلة والتقاليد ، مجبرة دوما على سماع كلمة “عانس ” كلمة تضعفها من حين لٱخر ، منزعجة مرتبكة غير راضية بواقعها المرير ، ضحت بالغالي والنفيس ، بجمالها وتلك الأنوثة التي كانت تميزها عن الأخريات ، بعيونها الخضراوتين وفمها الأحمر العذب ، وشعرها الأشقر ، لم يكن السن هلاكا بالنسبة لها ، حب الذات يسكنها بجنون مبهم حتى التفكير ، لم يكن في سياق الإرتباط . 

 تقدم لخطبتها “الحاج كريم ” ذو السبعين سنة ، بشعر أبيض ووجه بشوش ، رغم ٱثار التجاعيد إلا أنه يتمتع بقوام رشيق نشيط .

زواج أجساد بلا حب ولا رغبة ، كانت كلما تضاجعه تختفي منها تلك الإبتسامة البريئة ، وكأنها تغتصب تحت رقم صعب ، في مجتمع يؤمن بأن الزواج هدف للعيش .

أنجبت طفلة كرها أسمتها ” راوية ” فكانت المعاناة مزدوجة ، ممزوجة … بالألم والحسرة ، بالحزن والخضوع للأمر الواقع .

عتمة وسط نظرة قاسية ……..

أصبحت المسكينة بين نارين ، نار زواج حطمها لأبعد حد ، ونار فلذة كبد لا تعرف شيئا عن أمها وعن ٱلامها ، نفور من الحياة بشكل كبير ، لم تتوقع قط أن تستسلم وترفع رايتها البيضاء ، تاركة أحلامها الوردية .

 رغم بساطتها وطريقة تمسكها بالٱمال ، إلا أنها كانت تعشق ذاك النهج ، لتستمر نجاة بملامسة الواقع لا الأوهام .

إبنة صغيرة تنمو وسط ضجيج منظم ، وزوج كئيب يحب الأكل والنوم .

 فهل استطاعت نجاة ، النجاة والخروج من دوامتها ، أم انهزمت وأكملت السبيل ؟؟!….. 

يتبع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى