خَميرَةُ التُراب .. للأديب / د.علي أحمد جديد تَشقّقَتْ شِفاهُنا من العَطَش فياخميرةَ التُرابْ .. حضورُنا - والأهلُ من حَوْلِنا - اغترابْ . عَلى مَفارِقِ الدُروبِ .. نَبلُّ كسرةً من خبزِنا .. بالماءِ .. والعَذابْ . ياخَميرةَ التُرابْ .. قَتيلُكِ اليومَ .. ، كالحُسَين ، غريبٌ .. مُخَضَّبُ الثِيابْ .. لطَيْفِكِ المُحَرَّقِ الملامحِ الحَزينْ .. يُفَتِّحُ بَراعمَ الغُصونْ .. يُزَغرد..ُ النَسيمُ على القُلوبِ .. يُوَقِّعُ اللُحونْ . لم تَنطفِئْ نجومُنا المسكونة الضِياءْ .. ولم يَزلْ شِراعُنا .. يُعانِقُ السَماءْ .. ولم يَزلْ .. تَوَهُجُ الشُموسِ في بَيادِرِ العَطاءْ .. بنَفحةِ الأشواقِ والشُجون . عَلى أحلامِنا .. فليُطلِقوا الرَصاص يا أخوتي في القَهرِ و العَذابْ .. سيَنتَهي اغترابُنا .. ونَعرفُ الخَلاص .. وتَخْصُبُ السَماءُ بالشُهُبْ وتَنتشي من سَكرةِ اللهَبْ . سيوفُنا مَجلُوَّةٌ لليلةِ الزَفافْ لتوقِفَ النزيفَ والرعافْ .. ستَركُضُ الخيولْ تُسابِقُ اندفاعةَ الشعورِ بالعطاءْ .. و تَسكَرُ السَماءْ بنفحَةِ الدخانِ و باللهيبِ .. والدِماءْ . فياقوافلَ الرُجوعْ ... سنَمسحُ الدُموعْ .. وتَنسجُ الطيورُ أعِشاشَها على انحِناءَةِ الضُلوعْ .. نَبِلُّ كِسرَةً من خبزِنا .. بالماءِ .. والعَذابْ .. وتَبقى للأرضِ أجسادُنا .. وتَحتَ الرُكامْ خَميرةَ التُرابْ .