مَنْ رَوَّعَ الحَمام ؟!!..شعر الأديب/ د. علي أحمد جديد

مَنْ رَوَّعَ الحَمام ؟!!..شعر الأديب/ د. علي أحمد جديد

                      

يامَوطني ..

تَوجّسَ فيكَ الحَمامُ خِيفَةً .. 

وطارْ ..

وبِتَّ يا مَوطني وحيداً ..

تَدورُ في دوّامةِ الأرَقْ

تَعيشُ في شَظافةِ الكَفاف ..ِ

والعَرَقْ ..

تَكادُ تَحترِقْ .

اليومَ باتَ مَوطني ..

حَمامُهُ مُرَوَّعٌ .. 

يَجوبُ ساحاتِ الأُفقْ .

أُسائِلُ الشيوخَ ..

والنساءَ والصِغارْ ..

– أحِبَّتي مَنْ رَوَّعَ الحَمَامْ ؟!..

تَقدَّموا ..

  تَراجعوا ..

    تَسلّحوا ..

  تَراشقوا الحِجارْ .

عيونُهُم حَمراءُ وتَشربُ النعاسَ بانكسارْ ..

تَمزّقتْ ثيابُهُم مِنَ القُعودْ ..

تَغَضَّنتْ جباهُهُمْ ..

مِنْ كَثرةِ الرُكوعِ والسُجودْ ..

بُيوتُهُم تَقَوَّسَتْ .. 

وأعشَبَ الجِدارْ .

تَوَجَّسَ الحمامُ خيِفَةً ..

و طارْ

في مَوطني ..

يَصرُخُ الصِغارْ :

– أُماهُ آتِنا عَشاءَنا ..

هاقد مَضى النَهارْ .

أُماهُ جائِعونَ ..

           جائِعونَ ..

               جائِعونْ .

تَوَجَّسَ الحَمَامُ خِيفَةً .. 

وطارْ .

وطفلةٌ عيونُها عُصفورَتانْ ..

تَدورُ في السماءِ ..

تَدورُ ..

في السَماءِ تَدورْ

يَفِرُّ مِنْ رُؤى عيونِها الحَنانْ 

سألتُها : 

– من رَوَّعَ الحَمَام ؟..

تَساقَطَتْ دُموعُها .. 

وأجهَشَتْ ..

تراجَعَتْ مَعقودَةَ اللِسانْ ..

أنفاسُها كأنها احتضارْ .

توجَّسَ الحَمامُ خِيفَةً .. 

وطارْ .

أعودُ للسؤال ..

ومَوطني يَدورُ في دَوَّامَةِ الأرَقْ

يعيشُ في شظافةِ الكَفافِ والعَرَقْ

كأنَّهُ احتَرَقْ ..

– أحبتي ، من رَوَّعَ الحَمام ؟!..

يُجيبون باستغرابٍ ..

وباستِهتارْ ..

– ياأنتَ ياغريبْ ..

هاشمسُنا كما نُحبُّها ..

تُشرِقُ مِنَ المَغيبْ ..

وتَداخَلَ الظلامِ في النَهارْ ..

إذهَبْ ولا تَسَلْ ..

قد رَوَّعَ الحَمَامَ تَوافِهٌ صِغارْ .

تَوَجَّسَ الحَمَامُ خيفةً .. 

وطارْ .

تَوَجَّسَ الحَمام .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى