نجاة .. قصة واقعية من صلب الحياة للأديبة / أسماء حميد عمور

نجاة .. قصة واقعية من صلب الحياة للأديبة / أسماء حميد عمور
( الجزء الثاني )
كانت كلما تنهض من فراشها ، تفكر في كيفية إكمال يومها الشاق ، بين زوجها الذي يجلس أمام النافذة والتلفاز ، وبين أشغال البيت ، بين اللهو مع “راوية ” وبين حياتها البائسة التي لطالما حاولت تغييرها للأحسن .
مغامرة غير اعتيادية أودت بها للهاوية ، ثمن باهظ ، هروب من كلام لاذغ ، بمشاعر باردة وذهول .
انطفأ بريقها ، ولون عينيها صار أحمرا من شدة التعب ، لم تعد تقوى على إكمال السير بطاقة منهكة .
كلما كانت تخوض غمار الحوار مع زوجها ” الحاج ” كانت تخرج بنتيجة سلبية ، طاغ جبار ، رغم كبره لا يتحمل النقاش ولا حتى الجدال .
في الليل تغرورق عيناها دموعا ، وراوية الصغيرة تتأملها مع تقبيل وحب كبيرين ، تنهيدات حالكة وهي تحلم بالغد ، بالمجد ، بالنماء بالخلاص كذلك ، وكأنها أضافت ليومياتها كٱبة عالية .
إشتاقت لبيتها القديم ، رغم الكلام الجارح والصدمات ، إلا أن الحنين يستوطن جوارحها بكل مقوماته ، فكرت بالذهاب هي وطفلتها حيث النشأة ، فكان الإستقبال شبه جاف من المشاعر ، وكأن والدتها لم تحب فكرة المجيء ، بصوت عال قالت لابنتها :
ماهو سبب عودتك ولم تركت زوجك وحيدا ؟؟!
اندهشت نجاة فردت قائلة :
جئت لبيتي حيت كانت حياتي مع والدي المسكين الذي لطالما غمرني بحنانه ولطفه يا أمي ….
نظرت إليها والدتها بإيماءات ساخرة ، وهي تقبل حفيدتها دون رغبة ، ففزعت “راوية ” من ذاك العناق ، حتى الصغيرة كانت تحس بضيق شديد عند محاداة جدتها .
كانت نجاة تحاول إقناع والدتها أن زواجها كان لعبة كاذبة ، وأن حياتها أصبحت في إقصاء تام ، كدمية ترقص على نغمات سادية .
حاولت التكلم عن الإنفصال ، وهي في كامل قواها العقلية ، لم تتوقع الرد العنيف ، فكان الجواب بالصراخ :
ليس لدي مكان للعودة أنت وابنتك المشؤومة !!!
بكت نجاة وضربت على وجنتيها الجميلتين وسارعت بالخروج نحو الباب ، فكان الباب مكبلا بقفل حديدي .
ترى ، ماسر ذاك الباب الموصد ؟؟ وهل حياة نجاة ستجبر وستعلو ؟؟ أم واقعها المرير سينتصر ….يتبع