الفقد والتعلق… بقلم الكاتبة/ أطياف الخفاجي

 الفقد والتعلق… بقلم الكاتبة/ أطياف الخفاجي 

قد يتعلق الإنسان في شخصٍ ما فيظنُ ذاك التعلق هو حباً ، التعلق مختلفٌ أختلافاً جذرياً عن الحب. التعلق هو التمسك بالشيء حتى بلوغ ذروتهِ، أما الحب هو قمة التمسك،أما البعد هو وجع الروح نتيجة الفقد. قد نرى على قارعة الطريق قلوباً أحبت بصدق وأعطت بصدق لكنها خُذلت بطريقة ما، البعض يقترب ليحقق غاية ما في نفسهِ والآخر يقترب لأجل إسعاد الاخرين فتحقيق الأماني لاتقتصر على النفس اولاً بل هو الوفاء الزاخر لتحقيق الأماني . فالتعلق المبكر في بعض الأحيان يؤدي إلى الحزن والرفض ،حينها تدرك إن ماتشعر به ليس حباً بل قرباً تود التمسك به وعندما يصبح التعلق مناسباً يجب أن يكون التبادل العاطفي مبادرٌ من كلا الطرفين وبغض النظر عن نوع العلاقة فان أشكال التعلق العاطفي مفيد لتطوير رابطة أو ارتباط أو جاذبية بين بعضنا البعض، وحين تشعر إن الطرف الآخر قد بدأ بعملية إخفاء الحقائق ينتابك حينها الخوف والحزن من الفقد حتى عدم الإهتمام يؤدي إلى خلل في العلاقة تلك التي كانت مبنيه على التضحيه وعدم حصولك على ماتتمناهُ من الآخرين فترى عدم التوازن المطلوب من جميع النواحي فالعلاقه تكون غير ملائمه لكلا الطرفين ومثال على ذلك ألا وهو فقدان مصالحك لانك تقضي كل وقتك في تحقيق مصالح شخص آخر، فتقوم بطرح السؤال نفسه الذي تتم صياغته بشكل مختلف في كثير من الأحيان فعندما يكون لديك وضوح حول شيء ما سينتهي ذلك السؤال العالق في ذهنك ثم ندعه يذهب دون أي ندم، يبقى السؤال هل الإفراط في العطاء والوفاء بات جريمةٌ يعاقب عليها المرء. فلو نظرنا للعطاء لوجدنا، إن العطاء المفرط يعلم الناس استغلالك، والعطاء في التسامح قد ياخذه البعض عليك كنقطة ضعفٍ فتنقلب الموازين عليك كالتهاون في حق نفسك، أما الإفراط في الصدق يجعلك هشاً أمام ضعاف النفوس. إذن علينا أن نتزن في الأمور ولانجعل من العطاء ثوباً ينسينا من نحنُ لان في الاتزان الفضيلة فكم من الطباع الراقية والصادقة إنقلبت على أصحابها نتيجة الإفراط في كلّ شيء ،،

لاتكذب كي تتجمل بأعين الآخرين ولاتبهر الآخرين بالعطاء كي لايتعلمون الإتكالية، لاتقل إني أعرفُ أحداً حق المعرفة فبداخل كل شخص شخص آخر لايشبههُ، فعلينا أن نعتذر أولاً لانفسنا لأننا خذلناها كثيراً، للأشخاص اللذين كنا نراهم شيء فبات الأمر في أعيننا شيئاً آخر، للذين كان علينا فراقهم فتمسكو بنا، للذين كنا نصافحهم في أحلامنا لكننا لم نصل إليهم، للذين تمسكوا بنا فتركنا يديهم لأنهم فقراء في العطاء، للذين كرهونا دون أن يرون فينا الجانب المضيء، للذين كانوا معنا في وجعنا وكنا في الدعاء لوحدنا، للذين أحببناهم جداً فاحبونا أقل.

وأخيراً كلمة للذين خذلتهم الحياة والأشخاص والظروف كن صبوراً للحد الذي تسيطر فيه على إنفعالاتك، صلباً للحد الذي ترى فيه نتيجة وفائك، حليماً كي لاتتأزم الأمور،الحب الحقيقي لايسبب الاختناق والشعور بفقدان الحياة، فضمان سلامة العلاقه ووضوح النوايا ماهي الاتحقيق لاستمرار العلاقه المسماة بالتقارب الروحي، 

لا أريد أن اقول لك إن غداً أجمل فلربما يكون أصعب واشدُ قسوةً وهذا مايجعلك تنظر للأشياء بعين الأتزان كي لاتُقهر مرة ثانية.

كن متيقناً بأن إظهار الحقائق دائماً تحررك من مخاوفك حارب لأجلها كي تنعم بالحرية. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى