الشيطان إمرأة أم رجل ؟

بقلم الاعلامية / د هاله فؤاد
في الواقع مادفعني لكتابة هذا المقال ، هو أنني رأيت مؤخرا فيلم بعنوان الشيطان إمرأة ، وحينما شاهدت الفيلم وجدت رجل شيطان وإمرأة شيطانة .
فلماذا بعض الكتاب وبعض الشيوخ يقصرون لقب الشيطان على المرأة ؟
وكأن الرجل ملاك ، بينما في الوقت نفسه تجد مئات السيدات في محكمة الأسرة يعانين الأمرين من الرجل .
وعلى الرغم من ذلك لا يجب تعميم الأمور وإسقاطها على جميع النساء أو الرجال. لا يمكن التقليل من قيمة النساء أو الرجال بتصنيفهم بأنهم شياطين أو إبليس. النساء والرجال هم أفراد من جنسين مختلفين يسهمون في تكوين المجتمع بطرق متعددة ومتنوعة.
وفي الواقع، يمتلك كل جنس مجموعة من القدرات والإيجابيات والسلبيات، ولكل شخص صفاته الفردية وسلوكه الخاص. يجب عدم الاستنتاج السريع أو الحكم بناءً على الجنس فحسب.

من الضروري أن يتعامل الناس مع بعضهم البعض بالاحترام والتعاون، وأن يقدروا التنوع والاختلافات بين الأفراد. يجب أن نركز على القيم الإيجابية مثل العدل والمساواة والتفاهم بدلاً من التعامل بناءً على تصنيفات سلبية غير مبررة.
التمييز الجنسي يعتبر ظاهرة غير عادلة وتعرقل التحقيق الكامل للمساواة بين الجنسين. يتم تعريف المساواة بين الجنسين على أنها حق أساسي يجب أن يتمتع به الجميع، ويتعين على الناس أن يتمتعوا بنفس الفرص والحقوق بغض النظر عن جنسهم.

التمييز الجنسي يمكن أن يتجلى في العديد من المجالات، مثل فرص العمل، والتعليم، والرعاية الصحية، والحقوق القانونية. يجب أن نعمل جميعًا على مكافحة التمييز الجنسي وإقامة مجتمع يتسم بالمساواة والعدل.

تحقيق المساواة الجنسية يتطلب جهودًا مشتركة من الحكومات، والمؤسسات، والمجتمعات، والأفراد. يجب أن نعمل على إزالة العقبات التي تحول دون تحقيق المساواة الكاملة، وتعزيز الوعي والتثقيف حول حقوق الجنسين والقضايا المرتبطة بها.

من خلال التوعية والعمل المشترك، يمكننا تغيير الثقافة والمفاهيم القديمة وتحقيق مجتمع يكون فيه الجنس غير محدد للقدرات أو الفرص.
هناك عدة أمثلة ناجحة للدول والمجتمعات التي حققت تقدمًا كبيرًا في تحقيق المساواة بين الجنسين ولكنها غير كافية . النجاح يتراوح من بلد إلى آخر ومن مجال إلى آخر، ولكن هناك بعض الأمثلة البارزة:

السويد: تعتبر السويد واحدة من الدول الرائدة في تحقيق المساواة بين الجنسين. تتمتع النساء في السويد بفرص متساوية في مجالات العمل والتعليم، وتتواجد في مواقع قيادية على مستوى الحكومة والشركات وغيرها.

رواندا: تعتبر رواندا واحدة من الدول الأفريقية النموذجية في تحقيق المساواة بين الجنسين. تشهد رواندا نسبة عالية من النساء في البرلمان، حيث يشغلن أكثر من 60٪ من المقاعد.

كندا: تعتبر كندا من الدول التي تولي اهتمامًا كبيرًا لتعزيز المساواة بين الجنسين. تم تنفيذ سياسات وبرامج تعزز تواجد النساء في المناصب القيادية وتحقيق الرواتب المتساوية وتحسين حقوق الأمومة.

نيوزيلندا: تعتبر نيوزيلندا من الدول الرائدة في تحقيق المساواة بين الجنسين. تم تنفيذ إجراءات لتعزيز حقوق النساء وتواجدهن في المناصب الحكومية والاقتصادية.

هذه مجرد بعض الأمثلة، وهناك المزيد من الدول والمجتمعات التي تعمل على تعزيز المساواة بين الجنسين. على الرغم من التحديات المستمرة، إلا أن هذه الأمثلة تظهر أن التحقيق الكامل للمساواة بين الجنسين ممكن وممكن تحقيقه.
هناك العديد من الإجراءات التي تم اتخاذها في الدول التي حققت تقدمًا في تحقيق المساواة بين الجنسين. ومن بين هذه الإجراءات:

تشريعات متساوية: تم وضع قوانين تعزز المساواة بين الجنسين في مجالات مثل فرص العمل والأجور والترقيات والحماية من التمييز والعنف الجنسي. تتضمن هذه التشريعات حقوق الأمومة وإجازات الأبوة والإجراءات للتصدي للتحرش الجنسي.

تعليم وتوعية: تم تنفيذ برامج تعليمية وتوعوية تهدف إلى تغيير الثقافة والمفاهيم القديمة حول أدوار الجنسين وتعزيز المساواة. يتم تشجيع النساء على الدخول إلى مجالات العمل التقنية والعلمية وتعزيز تواجدهن في المناصب القيادية.
تعزيز التوازن بين العمل والحياة الشخصية: تم اتخاذ إجراءات لتحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة الشخصية، بما في ذلك توفير إجازات الأمومة والأبوة مدفوعة الأجر ودعم الخدمات الاجتماعية مثل رعاية الأطفال والرعاية الصحية.

تعزيز الوعي والتثقيف: تم تنفيذ حملات توعية وبرامج تثقيفية لتعزيز الوعي بحقوق المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين. تشمل هذه الجهود تدريب المجتمع والمؤسسات على القضايا المتعلقة بالتمييز الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي.

تمكين النساء اقتصاديًا: تم توفير فرص العمل والتمويل والتدريب المهني للنساء، بما في ذلك برامج المنح والقروض الميسرة للنساء الراغبات في إقامة أعمالهن الخاصة.

هذه بعض الإجراءات التي تم اتخاذها في الدول التي حققت تقدمًا في تحقيق المساواة بين الجنسين. يمكن أن تختلف الإجراءات من بلد لآخر وفقًا للظروف والتحديات المحلية. ولكن نحن في بلادنا العربية والاسلامية لاتزال تحكمنا النظرة الدونية المتخلفة للمرأة ، والتي تحكمها أيضا الأمثال الشعبية والأعراف التي لاتزال تحط من كرامة المرأة وتقلل من شأنها .
ناهيك عن بعض الفتاوى الغريبة الناشئة عن بعض الشيوخ الذين لايعلمون شيئا عن الاسلام الصحيح الذي كرم المرأة .
وبذلك فهم لم يسيؤا للمرأة فقط بل للاسلام أيضا .
أتمنى منكم الدفاع عن المرأة ، فهي الأم والأخت والإبنة والزوجة .
المرأة كل شئ