أوجاع لا تنتهي .. بقلم الكاتبة / رهام قدري إبراهيم جمهور

 أوجاع لا تنتهي .. بقلم الكاتبة / رهام قدري إبراهيم جمهور

لماذا يا الله كل هذا الألم كتبته لي وحدي وجعلت قلبي يملؤه الألم والآهات ، حقاً لقد هرمت من شدة وجعي ، وإلى أين ألجأ فكل الوجهات واحدة وكل الناس ذو وجوه مختلفة فمرة صديق ومرة حبيب ومرة لا تعرفه.

أرجوك يا الله فلترحم روحي قليلاً ولتشعر بي فأنا بشر ولدي مشاعر (أي أنني أتألم وأتوجع وأبكي)

قولوا لي يا بشر لم قلوبكم كالحجارة ، ولم لا تشعرون بالغير ، ولم تسعون لتدمير قلوب بعضكم البعض ، ولم أنتم تستخدمون الكذب كعلامة تجارية تعلو أفواهكم يوم بعد يوم ، ولم أصبحنا نطبق شريعة الغاب ، فأصبح القوي يقتل الضعيف وينهش لحمه ويرميه للكلاب وأصبحت قلوبنا سوداء كنفق مظلم بلا نور ، ومن أخبركم يا بشر بأن قلبي من الزجاج مصنوع فهو صادق لأن قلبي من شدة آلامه أصبح عبارة عن فتات من الكسور الكثيرة وبالرغم من هذه الكسور الكبيرة إلا أن قلبي لا يدخله النور أبداً فكل ما به ألم ووجع .

فيكفي يا أيها البشر أذية لذلك القلب المكسور ، ألا يكفيكم وصولي للموت من شدة الألم المتربص علي عدة مرات ، يا الله فلتسعف روحي ولتنقذني من هذه الوحدة التي تربصت بي واستوطنت حياتي بلا قرار منها للخروج من حياتي ، فكل شىء في هذه الحياة بات يخنقني ويسلب من راحتي ، فسجل أيها التاريخ عن عربية اسمها رهام لم تذق السعادة يوماً ، وسجل عن عربية قتلها عزف ألحان الألم بدل الأمل ، وسجل عن عربية قتلت في سبيل الحياة اللعينة ، وسجل عن عربية وحيدة بلا ملجأ أو مسند لتتكىء عليه ، فالحياة سرقت مني كل شىء جميل ومنحتني كل شىء سيء ، فحقاً يكفي يا حياة ويكفي يا بشر أذيات لهذا القلب الوحيد والمسكين والمقتول طعناً بسكين حادة دون أن يساعده أحد على الوقوف بل قتلوه بخناجر متعددة .

آه كم تعبت يا حياة من الألم الذي يتربص ويسكن داخل قلبي ، فأرجوكم فلتقنعوه بالخروج من ذلك القلب الميت والمتوجع عله إذا أخبره عدد من البشر بأن يخرج من قلبي فإنه سوف يخرج فأنا لم أعش سوى خمسة وعشرون سنة وكلها ملآنة بالموت الذي يليه موت دون سابق إنذار ، فأنا منذ ولدت والحياة على عداوة معي ولم تنصفني في يوم ما .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى