الفوبيا الاجتماعية وأثرها على حياتنا

بقلم : الاعلامية / د هاله فؤاد
الفوبيا الاجتماعية أو الرهاب الاجتماعي هو الخوف المستمر والشديد أو القلق بشأن مواقف إجتماعية محددة ، للإعتقاد بأنه قد تتلقى حكما سلبيا ، أو تتعرض للإحراج أو الإهانة .
وهو أيضا إضطراب مزمن يتميز بخوف مفرط وغير مبرر من الاحراج في المواقف الاجتماعية ، مما يؤدي إلى ضيق شديد وعدم القدرة على أداء الأعمال .
أعراض الفوبيا الاجتماعية قد تختلف من شخص لآخر، ولكن هناك مجموعة من الأعراض الشائعة التي قد تظهر عند الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة. ومن بين الأعراض الشائعة للفوبيا الاجتماعية:

القلق المفرط: تشعر بقلق شديد واضطراب عند مواجهة المواقف الاجتماعية، وتتوقع بشكل مستمر حدوث مواقف محرجة أو نظرات سلبية من الآخرين.

الخوف المفرط من التقييم السلبي: تخشى بشدة التعرض للحكم السلبي أو الانتقادات من الآخرين، وتهتم بشكل زائد برأي الآخرين فيك.

الانعزال الاجتماعي: تميل إلى تجنب المواقف الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين، وتفضل الانعزال والابتعاد عن الأماكن الاجتماعية.

التوتر الجسدي: تعاني من أعراض جسدية مثل ارتفاع ضربات القلب، وصعوبة التنفس، والتعرق الزائد، والرجفة، والشعور بالغثيان عند مواجهة المواقف الاجتماعية.

التفكير السلبي: تميل إلى تكبير الأمور والتوقع السلبي، وتشعر بأن الآخرين ينظرون إليك بشكل سلبي أو يحكمون عليك.

صعوبة التواصل والتعبير: تشعر بصعوبة في التواصل والتعبير عن أفكارك ومشاعرك في المواقف الاجتماعية، وتتردد في المشاركة في المحادثات.
انعدام الثقة الاجتماعية: تشعر بعدم الثقة في النفس وتشك بقدراتك الاجتماعية، وتعتقد أنك غير قادر على التفاعل بنجاح مع الآخرين.

إذا كنت تشعر بوجود هذه الأعراض وتؤثر سلبًا على حياتك اليومية، فإنه قد يكون من المفيد التحدث إلى محترف صحي مثل طبيب نفساني لتقييم حالتك وتقديم الدعم والمساعده.

و هناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في التعامل مع القلق الاجتماعي:

التعرف على الأفكار السلبية: حاول أن تكون واعيًا للأفكار السلبية التي تدور في ذهنك أثناء المواقف الاجتماعية.
قم بتحليلها وتحديها، واستبدلها بأفكار إيجابية ومتفائلة.

التدرب على تقنيات التنفس العميق: استخدم تقنيات التنفس العميق للهدوء وتخفيف التوتر الجسدي. اتنفس ببطء وعمق، وركز على التنفس بدلاً من التركيز على القلق الاجتماعي.

التحضير والممارسة المسبقة: قم بالتحضير للمواقف الاجتماعية المحددة التي تشعر أنها تسبب لك القلق. قم بممارسة المواقف المحددة مع شخص مقرب أو أمام المرآة لزيادة ثقتك وتخفيف التوتر.

الممارسة التدريجية: قم بتحديد أهداف تدريجية للتعامل مع القلق الاجتماعي. ابدأ بمواجهة المواقف الاجتماعية الصغيرة وتدرج فيها تدريجيًا بناءً على راحتك وتقدمك.

التركيز على الآخرين: حاول تحويل انتباهك عن نفسك وتركيزه على الآخرين في المواقف الاجتماعية. استمع بعناية إلى ما يقوله الآخرون وحاول طرح أسئلة تعزز التفاعل وتخفف الضغط عنك.

السعي للدعم الاجتماعي: تحدث مع أصدقائك المقربين أو أفراد العائلة عن قلقك الاجتماعي. قد يكون لديهم تجارب أو نصائح قد تفيدك، وقد يكونون قادرين على دعمك ومساعدتك.

الاهتمام بالرفاهية العامة: حافظ على صحتك العامة من خلال ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وتناول وجبات صحية متوازنة. قد تساعد الرفاهية العامة على تقليل مستويات القلق.

لا تنسى أن البدء بخطوات صغيرة والمثابرة هي المفتاح للتغلب على القلق الاجتماعي. قد يستغرق الأمر بعض الوقت لذا كن صبورًا.

علاج الفوبيا الاجتماعية :
يتضمن عدة خطوات واستراتيجيات، ويمكن أن يكون العلاج فعالًا في التخفيف من الأعراض وتحسين القدرة على التعامل مع المواقف الاجتماعية. هناك عدة أساليب علاجية تستخدم عادة في علاج الفوبيا الاجتماعية، ومن بينها:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يعتبر العلاج السلوكي المعرفي أحد الأساليب الفعالة في علاج الفوبيا الاجتماعية. يركز هذا النوع من العلاج على تحدي وتغيير الأفكار السلبية والمعتقدات الخاطئة المرتبطة بالمواقف الاجتماعية، وتعليم مهارات التعامل مع القلق والتوتر والتوجه الإيجابي نحو المواقف الاجتماعية.

العلاج الدوائي: يمكن أن يوصف الأدوية المضادة للقلق في بعض الحالات الشديدة من الفوبيا الاجتماعية. يتم استخدام الأدوية مثل مضادات الاكتئاب ومثبطات انتقائية لاسترداد امتصاص السيروتونين (SSRI) لتخفيف القلق والأعراض المرتبطة به.

التدريب على مهارات التواصل والتفكير الإيجابي: يمكن أن يكون التدريب على مهارات التواصل الاجتماعي والتفكير الإيجابي جزءًا من العلاج. يساعد هذا التدريب الفرد على تعلم كيفية التعامل مع المواقف الاجتماعية، وتحسين الثقة بالنفس وتغيير الأفكار السلبية إلى أفكار أكثر إيجابية.

التعرض المنظم: يشمل هذا النهج تعريض الشخص تدريجيًا للمواقف الاجتماعية التي يخشاها، بدءًا من المواقف الأسهل إلى المواقف الأكثر تحديًا. يساعد التعرض المنظم في تقليل القلق المرتبط بتلك المواقف وتعزيز الثقة بالنفس.

الدعم النفسي: قد يكون الحصول على الدعم النفسي من خلال الاستشارة مع مستشار نفسي أو مجموعة دعم نفسي مفيدًا. يمكن للمجموعات الدعم النفسي توفير بيئة آمنة للتحدث عن التجارب والمشاعر والتعلم من تجارب الآخرين الذين يعانون من نفس الحالة.

يجب أن نتذكر أن أفضل خطوة للحصول على علاج فعال للفوبيا الاجتماعية هي الاستشارة بشكل فردي مع متخصص في الصحة النفسية، مثل الطبيب النفسي أو المعالج السلوكي المعرفي. سيكون المتخصص القادر على تقييم حالتك بدقة وتوجيهك نحو العلاج الأنسب بناءً على احتياجاتك الفردية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى