دور الإعلام ورسالته . د.علي أحمد جديد

وكالة أنباء آسيا

دور الإعلام ورسالته ..

                       د.علي أحمد جديد

قد يظن البعض أن الإعلام يعني متابعة الأخبار اليوميّة ، ومشاهدة البرامج الترفيهيّة ، إضافة إلى الإعلانات التجارية والترويجية ، وغيرها كمضامين إعلاميّة تُبَثُّ للمجتمع بهدف الترفيه ، والتعليم، والاطِّلاع ، حيث نشاهدها يوميّاً حين عَرضها باستخدام الوسائل الإعلاميّة المُتنوِّعة .

لكنّ مفهوم الإعلام كرسالة تثقيفية تقتضي عدداً من المضامين ، والرسائل المُتنوِّعة للمُضِيِّ قُدُماً في إنتاج وترويج هذه المضامين ضمن قوالب علمية مُحدَّدة ، بحيث تستهدف شرائح المجتمع بكافّة اهتماماتهم ، حيث إنّ بعض المضامين تتطلَّب أن تكون على شكل برنامج تلفزيونيّ ، وأخرى تكون كحملات ترويجيّة على صفحات المجلّات والصُّحف ، وهو ما يحدد دَور وسائل الإعلام في توصيل الهدف المُتمثِّل بطبيعة كلِّ وسيلة ، وبما يتناسب معها ، وكذلك تحديد فئة الجمهور المقصود والمَعنيّ بالاهتمام في المحتوى الإعلاميّ . 

و أي مادة إعلامية تكون ذات هدفين أساسيين : 

* – هدف عاجل مثل الرسالة الترويجية .

* – هدف آجل مثل رسالة الارشادات الاجتماعية أو الفكرية أو الدينية. وقد يتم ذِكر الهدف من الرسالة بشكل واضح ، أو بشكلٍ إيحائي يستخلصه المتلقي منه الرسالة المقصودة . 

وربما تحتاج رسالة ما إلى أدلة وشواهد لا تحتاجها رسالة إعلامية أخرى . وقد تتضمن الرسالة عرضاً لجانب واحد من جوانب موضوع ممعيَّن ، أو قد تعرض الجانبين المؤيد والمعارض معاً .

 وتهتم بعض الرسائل بترتيب الحجج الإعلامية المُقنِعَة ، إذ تحتاج بعض الرسائل إلى تقديم حجج قوية في أولها ، فيما تدّخِر رسائل أخرى الحجج القوية إلى نهايتها . وتنجح الرسالة الإعلامية إذا توافقت مع آراء غالبية المتلّقين ، وتم تكرارها بتنويع يرفع عنها الرتابة المُملَّة ، لأنّ نجاح أيّ رسالة إعلاميّة يُقاس بمدى تأثُّر الجمهور وقبوله بها فِكريّاً ، وعمليّاً . ولأنّ الرسائل الإعلاميّة تحمل في محتواها مضامين مُتعدِّدة يجب أن يتمّ بناؤها بأسلوب مناسب للمتلقي ومُتقَن لإيصال تلك الرسالة عبر تمرير مضمونها بشكل سلس و غير مباشر .

وإن الوسيلة الإعلاميّة الفاعلة والمُهمّة ، هي التي تُحقِّق أعلى نِسبة في انتشارها ، وتأثيرها في المتلقي ، وبالتالي في المجتمع ككل . وهذا يتطلَّب دراسة مُتعمِّقة وفهماً للمجتمع المُستهدَف برسالة الإعلام ، لأن وسائل الإعلام لاتكون مُؤسَّسات معزولة عن مجتمعها ، كما لا يمكن أن تنجحةأيّ وسيلة إعلاميّة دون العمل على نَسْج المضامين والرسائل بأسلوب العَرْض المُقنِع والمُشوِّق للفئة الجماهيريّة المَعنيّة بها ، ويُعتبَر تعدُّد وسائل الإعلام ، وتنوُّع أنماط عَرْضها للمحتوى دليلاً على تنوُّع اهتمامات الجماهير ، إذ إنّ لكلّ فئة جماهيريّة في المجتمع ما ينسجمُ معها من قنوات ، أوصُحف ، أومجلّات وإذاعات . وإن مُحصِّلة هذه العمليّة الإتِّصالية بين مُنشِئي المحتوى ، وبين المُتلقِّين على المستوى الفردي أو الجَمعي له مهمة تنمية شعور أو سلوك مُعيَّن نحو الرسالة المُقدَّمة . حيث إنّ الإعلام يُروِّج فكرةً اجتماعية أو اقتصادية ، أو سياسية ، أوحتى مُنتَجاً ما أو قناعةً ما ، والجمهور يبدأ بتبنِّي هذه القناعة تدريجيّاً ،

لأن الجمهور أهم أركان الرسالة الإعلامية . ولا تنجح العملية الإعلامية إلا إذا كان للجمهور حدّه الأدنى من التعليم ، و الاهتمامات المشتركة لأوجه النشاطات الاجتماعية والتعاونية ، وغيرها . والإعلام حين يوجه رسالته للمتلقي ، يختار الوسيلة الإعلامية المناسبة آخذاً في الاعتبار درجة تعليم المتلقي ، وعمره ونوع جنسه (ذكر أم أنثى) ، وحالته الاقتصادية ، ووضعه الاجتماعي وثقافته ، وخلفيته .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى