لماذا لففتَ حولَ نفسكَ يا سَيّدي؟ .. بقلم / غَرام علي فلقد تناثرَ عطركَ نجوماً، نجوماً كَ مراكبِ الفضاء الّتي شقّت طريقها نحو السّماء، تمركزت بينَ ثنايا الكواكبِ، وعلى رمشِ القمرِ.. لماذا لففتَ حول نفسكَ؟! يا حديثاً لا أتمنّى أن ينتهي.. وأن يظلّ يتدفّق في خبايا الرّوح، يا ليلاً أترقّبه على شرفةِ غرفتي، أخبّئ له الكثيرَ من الكلام.. كلامٌ يجتمعُ مع بعضهِ ليولدَ السّطور، ويخلقَ النّصوص، ويقوله لكَ.. على شرفةٍ في ليلةٍ قمرها بدرٌ، سماؤها مملوءة بالنّجوم، هواؤها عليل ،ونسماتها دافئة سبعون سطراً وألفُ خاطرةٍ تربّعت على إحدى الغيومِ وأتت نحوكَ ك هديّة أو قرباناً على حبي، وإنّي أحبّك أحبّك جداً .. بحجم اللّطف الّذي يحملهُ قلبك، بعدد الضحكات الّتي منحتكَ إيّاها، وكلّ الرّقة الّتي تسكن في أحضان وجنتيكَ، بعدد المجرّات، والكواكب..والأشياء الّتي لا تُعد.. في كلّ ليلةٍ أصعد إلى السّماء بسلّم السّعادة، وأجلس على إحدى السّحب الورديّة، الّتي اقتبست لونها من شفاهكَ، وأدعو الله أن يحفظكَ من كلّ شرٍّ.. رغم انسجامي بعالم الرّوايات والقصص الخياليّة إلّا أنّي رأيتُ بكَ شيئاً مختلفاً، كَ السّطورِِ الّتي كنتُ أضعُ تحتَها خطاً في كتابي، كَ زهرةِ توليبٍ في أعلى الجبالِ، وسط الثّلوج.. أسمرٌ خلقَ من قطرةِ مطرٍ، سقطَ على إحدى أوراقِ الشّجرِ، رشفهُ سراجُ اللّيل، وأخذَ بهِ بعيداً.. إلى أين؟!! إلى رفوفِ مكتبةٍ،بينَ الرّواياتِ وجدتهُ هناك، ممسكاً ب كتابٍ يتأمّله بتلكَ العينانِ البنيّتان.. ما هذا بحقِّ السّماء؟ يومٌ أسطوريٌّ..مطرٌ ديسمبريٌّ.. كوبُ قهوةٍ.. وذلكَ الفاتنُ الّذي يقرأ.. ف مهلاً على قلبي، لم يعد يوجدُ متّسعٌ ليحتوي تلكَ التّفاصيل المبهجة.. رُحماكَ أيّها الأسمرُ، فلقد فاضَ عطركَ، لامس أعماقَ روحي، اخترقَ جدرانَ قلبي، فَ لماذا لفتتَ حولَ نفسكَ يا سيّدي؟!