الدكرورى يكتب الظلم والعضل والمضارة بالنساء

وكالة أنباء آسيا

الدكرورى يكتب عن الظلم والعضل والمضارة بالنساء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : السبت الموافق 20 يناير 2024 

الحمد لله الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم، أحمده سبحانه كل ليلة ويوم، الحمد لله العليم الخبير، القوي القدير، السميع البصير خلق كل شيء فأتقنه صنعا وتقديرا، وشرع الشرائع فأحكمها عملا وتنظيما، فسبحانه من إله عظيم وخالق حكيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة نرجو بها النجاة من العذاب الأليم، والفوز بدار النعيم المقيم، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين، وحجة على العباد أجمعين، أرسله ربه بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى بإذنه وسراجا منيرا، فصلوات ربي وسلامه عليه ما تلألأت النجوم، وتلاحمت الغيوم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الوقت المعلوم أما بعد يقول صلي الله عليه وسلم ” واستوصوا بالنساء خيرا” وهو اجتناب جميع ما نهي في حقهن من عدم الظلم والعضل والمضارة بهن. 

فمن استشعر هذه المعاني في جانب المرأة، أكرمها وقدرها واعتنى بها ورفعها منزلتها المناسبة لها، وبهذه الوصية نالت المرأة احترامها وحظيت بتقدير جميلها والوفاء لصنيعها فأخذت المرأة نصيبها من الرعاية والتكريم أما وزوجة وبنتا وأختا، ثم علل هذه الوصية المهمة بتقوى الله فيهن بأمرين، وهما قوله” فإنكم أخذتموهن بأمان الله ” والثاني هو قولة ” واستحللتم فروجهن بكلمة الله ” فإنكم أخذتموهن بأمان الله، أي أمانة عندكم لا يجوز الغدر فيها ولا الخيانة، وقال الزرقاني أي بأن الله ائتمنكم عليهن فيجب حفظ الأمانة وصيانتها بمراعاة حقوقها والقيام بمصالحها الدينية والدنيوية، وقوله “واستحللتم فروجهن بكلمة الله” فالمراد بكلمة الله أمره وحكمه وإباحته المنزلة في كتابه وهو قوله تعالي “فانكحوا ما طاب لكم من النساء” 

وقال النووي هذا هو الصحيح، ورجحه القرطبي، وبين لنا رسول الله عليه الصلاة والسلام أن أصل الفروج حرام بقوله “واستحللتم” فالأصل أن الفروج حرام، ولا يحل منها إلا ما أحله الله تعالى، فحفظ العرض من الضرورات الخمس التي جاء بها الإسلام ولا يحل الفرج إلا بالزواج الشرعي الطبيعي لا المثلي المنحرف عن الفطرة ولا بالزنا المحرم، واعلموا يرحمكم الله إن من حقوق الزوجة على زوجها أن يعينها على صلة رحمها، واتصالها بأهلها وزيارة أقربائها، ما لم يكن في ذلك حدوث مفاسد، ووجود مخاطر، كإفساد المرأة على زوجها ودعوتها إلى التحرر والتفكك من قيود الشريعة، أو إثقال كاهل الزوج بكثرة الطلبات والنفقات، فهنا تُمنع المرأة من الزيارة، ألا وإن من حقوق الزوجة على زوجها أن يسكنها في سكنٍ خاص بها، لا يشاركها فيه أحد.

كي تأخذ حريتها في منزلها وراحتها في بيتها، تنظيفا وترتيبا وتكميلا وتكييفا، لا سيما إذا كان للزوج أكثر من زوجة، فالواجب عليه شرعا العدل بين زوجاته، وإسكان كل زوجة في سكن مستقل بها هكذا أفتى به جمهور أهل العلم، بل ساق بعضهم إجماع العلماء على ذلك، فاتقوا الله أيها الأزواج في زوجاتكم، وإياكم وظلمهن فإن الظلم تعد وإجحاف بحق النساء، وعدوان صريح يأباه رب الأرض والسماء، وتعد واضح لحدود الله، وارتكاب للمناهي والمحرمات ولقد حرم الله الظلم وتوعد أهله بأشد العذاب، فقال الله تعالى في كتابه ” إن الظالمين لهم عذاب أليم ” وقال تعالى في الحديث القدسي ” يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ” رواه مسلم. 

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ” رواه البخاري ومسلم، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ” ثم قرأ قول الله تعالي ” وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ” رواه البخاري ومسلم، فاتقوا الله في النساء واحذروا غضب الله وعقابه وخذوا وقاية من ناره وعذابه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى