الدكروري يكتب /عن ذي الجبروت والملكوت والكبرياء

الدكروري يكتب /عن ذي الجبروت والملكوت والكبرياء
الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله، الملك، الحق، المبين، وأشهد أن نبينا محمدا رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلى آله، وصحبه، أجمعين، أما بعد لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشارك أصحابه فى البلاء والشدة والفرح، فكان صلى الله عليه وسلم يشارك أصحابه فى افراحهم وأحزانهم فيبدلها فرحا ويواسيهم، فيشعرون أنهم ليسوا واحدهم في محنتهم، حتى يخفف عنهم ما هم فيه من البلاء، كما قام صلى الله عليه وسلم بحماية أصحابه، فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم من أولئك الرؤساء الذين يحتمون بجندهم وحاشيتهم، بل كان أشجعهم، يتقدمهم وقت الخوف والفزغ، فيحتمون به لا أن يحتمي هو بهم، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من مشاورة أصحابه في قضايا الحروب والسلم.
رغم أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يحتاج لرأيهم لأنه صلى الله عليه وسلم كان مؤيدا بالوحي من عند الله تعالى، لكنه كان يستشير أصحابه ليعلمهم الشورى في حياتهم، حتى قال أبو هريرة رضي الله عنه ما رأيت أحدا أكثر مشاورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن حسن صحبته صلى الله عليه وسلم بأصحابه، أنه كان يعلم أصحابه أن يحترم بعضهم بعضا، وأن من الصحبة أن لا يستهزئ أحد بصاحبه، بل يحبه ويقدره ويحترمه، ويظهر ذلك أمام الجميع، حبا لصاحبه، لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم من أولئك الرؤساء الذين يحتمون بجندهم وحاشيتهم بل كان أشجعهم يتقدمهم وقت الخوف والفزغ فيحتمون به لا أن يحتمي هو بهم واعلموا يرحمكم الله إن التعرف على أسماء الله الحسنى وصفاته العلا يدعو إلى عبادته.
ومحبته وخشيته، وتعظيمه وإجلاله، وبحسب معرفة العبد بأسماء الله وصفاته يكون إيمانه واجتهاده في عبادته، ولقد أثنى سبحانه وتعالى على ذاته العلية، فوصف نفسه بصفات الكمال والجلال، فقال في محكم تنزيله فى سورة الحشر”هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون” فهو سبحانه الجبار، الذي له العلو على خلقه، فسبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة، لن يبلغ الخلق نفعه فينفعوه، ولن يبلغوا ضره فيضروه، قهَر الجبابرةَ بجبروته، وعلاهم بمجده وعظمته، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال”سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول يأخذ الجبار سماواته وأراضيه بيده، وقبض يده، فجعل يقبضها ويبسطها،
ثم يقول أنا الجبار، أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟” رواه ابن ماجه، وكما أن اسم الجبار فيه صفة علو وقوة، فهو كذلك فيه صفة رأفة ورحمة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين “اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني” رواه الترمذى، فالله جل جلاله يجبر الفقير بالغنى، والضعيف بالقوة، والمنكسرة قلوبهم بإزالة كسرها، وإحلال الفرج والطمأنينة فيها، ومن لطف الجبار وكرمه أن ينزل تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول “مَن يدعوني فأستجيب له؟ ومن يسألني فأعطيه؟ ومن يستغفرني فأغفر له؟”
فيجبر كسيرا، ويعافي مبتلى، ويشفي مريضا، ويغيث ملهوفا، ويجيب داعيا، ويعطي سائلا، ويفرّج كربا، ويزيل حزنا، ويكشف همّا وغمّا، وفي القرآن العظيم يخبرنا الجبار سبحانه وتعالى بجبر قلوب أنبيائه ورسله.