قصف وحشي للنازحين ولملاجئ الأونروا

لا يزال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أو كما يطلقون عليه الإسرائيليون أنفسهم، وجه الشر، يواصل تعنته وتطرفه في حربه الوحشية التي يشنها وحكومته ضد الشعب الفلسطيني الأعزل منذ 7 أكتوبر، متجاهلًا حتى محاولات الإدارة الأمريكية بتهدئة الحرب والسعي لوقف إطلاق النار وإقامة الدولة الفلسطينية، رافضًا دعوات أمريكا، مواصلًا حربه الإجرامية التي تتحدى كل القوانين والمواثيق والاتفاقيات، وكأن وجه الشر هذا فوق القانون والخضوع للمحاسبة.
دعوات الإدارة الأمريكية بتخفيف حدة الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة يقابلها وجه الشر نتنياهو بالتجاهل مواصلًا حربه على القطاع، إذ استشهد اليوم عشرات الفلسطينيين، وأصيب آخرون في قصف الاحتلال المتواصل على مدينة خان يونس التي تتعرض منذ أيام لقصف صاروخي ومدفعي مكثف ازدادت حدته الليلة الماضية.
حجم الدمار في خان يونس وصفته مصادر في قطاع الدفاع المدني بأنه كبير جدًا في البنايات والمنازل والشقق السكنية والبنية التحتية في منطقة غرب غزة، نتيجة القصف الصاروخي والمدفعي الذي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ولم تكتف خطة وجه الشر نتنياهو في حربه على غزة بقصف المنازل والبنية التحتية بل قصفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي استراحات تؤوي نازحين بشارع هارون الرشيد الساحلي غرب منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، جنوب القطاع، ما أدى لاستشهاد أربعة أشخاص بينهم طفلة، ونُقلوا إلى مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح المجاورة.
حتى الملاجئ التي تديرها الأمم المتحدة في خان يونس لم تسلم من حرب نتنياهو الوحشية، فبحسب فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا)، تعرض أحد الملاجئ التي تديرها الأمم المتحدة في خان يونس لقصف خلال الهجوم البري للاحتلال الإسرائيلي، واستشهد ستة نازحين كانوا قد لجأوا للملجأ كمأوى.
الوضع في خان يونس كارثي وبحسب ما وصفه المسئول الأممي :” الموظفون المذعورون والمرضى والنازحون محاصرون الآن داخل المستشفيات القليلة المتبقية في خان يونس مع استمرار القتال العنيف”.
ودعا المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا)، جميع الأطراف، إلى الالتزام بالقانون الدولي واتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لتقليل الضرر وحماية المدنيين والمرافق الطبية والعاملين.
وتواصل المساعدات الإنسانية المصرية تدفقها إلى غزة عبر معبر رفح، وتواصل التحركات والجهود المصرية تكثُّفها من أجل عودة الهدنة من جديد في قطاع غزة وصولًا لوقف شامل لإطلاق النار في القطاع والحاجة لضمان توصيل المساعدات الإنسانية والطبية الفوري والمستدام وغير المشروط .
تكثيف الجهود المصرية لوقف إطلاق النار
وشددت مصر أكثر من مرة على رفضها القاطع لأي محاولات للتهجير القسري للفلسطينيين داخل أو خارج أراضيهم بل وحذرت من جريمة التهجير التي لا تعني إلا ذوبان للقضية الفلسطينية، ذلك في الوقت الذي تستقبل مصر جرحى الحرب من غزة لتلقّي العلاج في مستشفيات العريش والقاهرة وفقًا لتوجيهات الرئيس السيسي بتوفير كل سبل الرعاية الصحية لعلاج الأشقاء .
وحذرت الأردن من خطر توسع واستمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، إن توسع الحرب يزداد مع كل يوم يستمر فيه القتل والدمار الذي تلحقه إسرائيل في قطاع غزة، وما تسببه من معاناة وكارثة إنسانية .
وشدد “الصفدي” رفض سياسة التهجير القسري للفلسطينيين داخل أرضهم أو إلى خارجها، وعلى أهمية حماية المنشآت الحيوية وخاصة المستشفيات وتمكينها من قيامها بواجبها الإنساني، والالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني، مؤكدًا على ضرورة وقف إسرائيل ارتكابها لجرائم حرب في غزة، وانتهاكاتها المستمرة والمتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مشددا على ضرورة إطلاق تحرك دولي فوري لوقف هذه الحرب وضمان إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
حق الفيتو
وحذر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، من تداعيات استمرار غياب موقف دولي واضح في إدانة العدوان والمطالبة بوقفه، وأكد خطورة استمرار إسرائيل بانتهاكاتها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتحديها للإرادة الدولية الداعية لوقف الحرب.
وشدد الصفدي على أن السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة هو حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المُستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة.
فيما أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن إسرائيل المُحتلة لا يمكن أن يكون لها “حق الفيتو” على حق الفلسطينيين في أن تكون لهم دولة.
مصير الشعب الفلسطيني
وقال بوريل خلال مؤتمر صحافي في بروكسل في ختام لقاء مع وزير الخارجية المصري سامح شكري “يجب توضيح أمر: لا يمكن أن يكون لإسرائيل المُحتلة حق الفيتو على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره” مؤكدًا أن الأمم المتحدة تعترف واعترفت مرارًا بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ولا يمكن لأي كان نقص ذلك .
وجاءت تصريحات “بوريل” بعد محادثات أجراها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مع نظيرهم الإسرائيلي يسرائيل كاتس، شددوا خلالها على ضرورة قبول دولة الاحتلال، بحل الدولتين لوضع حد للحرب وإحلال الاستقرار في المنطقة، غير أن إسرائيل المُحتلة ترفض هذا الحل، وهو ما أكده رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتانياهو، الذي يتظاهر إسرائيليون ضده في شوارع تل أبيب رافعين لافتات يصفونه فيها بـ “وجه الشر”، فيقول المتظاهر يائير كاتس (69 عاما)، منتقدًا نتنياهو:”الجميع في البلاد، باستثناء ائتلافه السام، يعلم أن قراراته لا تتخذ من أجل مصلحة البلاد، وأنه يحاول فقط البقاء في السلطة.. نحن جميعا نريد منه أن يستقيل”.