عن العبادة والمحافظة على النفس …بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 عن العبادة والمحافظة على النفس …بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

 

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد إن للعبادة في الإسلام منزلة رفيعة، ومكانة جليلة، تجعل الحديث عنها في غاية الأهمية، ولا يستثنى مِن ذلك زمان أو مكان أو إنسان، وﻗﺎﻝ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ خلق اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ الخلق لعبادته، وقال بن جرير الطبري رحمه الله أي لعبادتنا والتذلل لنا، ولما كانت صور العبادات وأشكالها توقيفية يرجع في بيانها إلى الشارع الحكيم، احتاج البشر إلى الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام الذين يتلقون عن الله سبحانه أوامره ونواهيه عن طريق الوحي. 

وﻗﺎﻝ سهل التستري العبادة زينة العارفين، وأحسن ما يكون العارف إذا كان في ميادين العبودية والخدمة، يترك ما له لما عليه، ويقول بن جرير الطبري ولقد بعثنا أيها الناس في كل أمة سلفت قبلكم رسولا كما بعثنا فيكم بأن اعبدوا الله وحده لا شريك له، وأفردوا له الطاعة، وأخلصوا له العبادة، “واجتنبوا الطاغوت” يقول وابعدوا من الشيطان، واحذروا أن يغويكم، ويصدكم عن سبيل الله، فتضلوا، ومن ثم يجب على العلماء والدعاة إلى الله تعالى أن يبينوا للناس كل ما يتعلق بالعبادة، وما يصلحها من شروط وأركان، أو يفسدها من نواقض ومبطلات، فالعلماء هم ورثة الأنبياء، فالحديث دليل على أهمية تعليم الفرائض والواجبات الشرعية، من العبادات والأخلاق، بعد غرس الإيمان وتصحيحه، وكما حذر الإسلام من القتل. 

ووضح لنا إن جريمة القتل جريمة شنعاء وفعلة نكراء، عدها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح في السبع الموبقات فقال ” اجتنبوا السبع الموبقات ” وذكر منها ” قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ” وقال صلى الله عليه وسلم ” لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا ” وقال عليه الصلاة والسلام ” ألا لا ترجعوا بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض ” وقال صلى الله عليه وسلم ” أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء ” وحق الحياة والمحافظة على النفس من أعظم الحقوق التي جاء بها الإسلام ليحافظ عليها ويبين أهميتها من خلال تشريعاته وأحكامه لأن أغلى ما يملك المرء حياته، ولا يجوز لأي أحد أن يتعدى عليها بأي وسيلة من وسائل العقاب النفسية والجسدية، إلا في أمور وضحتها الشريعة. 

وحدود أكدت عليها وفق ضوابط واضحة وجلية تهدف إلى المحافظة على الدين وحماية المجتمع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يحل دم امرئ مسلم، يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث، الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه، المفارق للجماعة ” متفق عليه، وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم “إن بين يدي الساعة لهرجا، قال قلت يا رسول الله ما الهرج؟ قال القتل فقال بعض المسلمين يا رسول الله إنا نقتل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ليس بقتل المشركين ولكن يقتل بعضكم بعضا حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته ” فقال بعض القوم يا رسول الله ومعنا عقولنا ذلك اليوم ” فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

” لا، تُنزع عقول أكثر ذلك الزمان ويخلف له هباء من الناس لا عقول لهم ثم قال الأشعري وايم الله إني لأظنها مدركتي وإياكم، وايم الله ما لي ولكم منها مخرج إن أدركتنا فيما عهد إلينا نبينا صلى الله عليه و سلم إلا أن نخرج كما دخلنا فيها” رواه ابن ماجه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى