سلطان العلماء الإمام العز بن عبدالسلام (الجزء الثاني)
إعداد/ محمد أحمد محمود غالي
أثنى كثير من العلماء علي الإمام العز بن عبدالسلام، قال عنه تاج الدين السبكي: “شيخ الإسلام والمسلمين، وأحد الأئمة الأعلام، سلطان العلماء، إمام عصره بلا مدافعة، القائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في زمانه، المطلع على حقائق الشريعة وغوامضها، العارف بمقاصدها، ولم ير مثل نفسه، ولا رأى من رآه مثله علمًا وورعًا وقيامًا في الحق، وشجاعة، وقوة جنان، وسلاطة لسان”. وقال عنه تلميذه أبو شامة: “كان أحق الناس بالخطابة والإمامة، وأزال كثيرًا من البدع التي كان الخطباء يفعلونها: من دق السيف على المنبر، وأبطل صلاتي الرغائب، ونصف شعبان”. تخرَّج على يد العز بن عبد السلام طلاب كثيرون، منهم شيخ الإسلام ابن دقيق العيد مجدّد القرن الثامن (محمد بن علي بن وهب القشيري: ٦٢٥- ٧٠٢ هـ)، وهو الذي لقّبه بسلطان العلماء، ومنهم جلال الدين الدشناوي الزاهد الورع شيخ الشافعية بـ”قوص” في صعيد مصر، ومنهم المؤرخ أبو شامة المقدسي. وبعد عطاء كريم فى حياة كريمة حافله بالعلم والأخلاق والعطاء وعامرة بالتقوى والصلاح والإيمان توفي الإمام العزّ بن عبدالسلام في القاهرة، في ١٠ جمادى الأولى لعام ٦٦٠ ه ، الموافق لعام ١٢٦٢م، عن عمر يقارب الثلاثة والثمانين عاماً. دُفن العز بن عبد السلام في ضريح بمنطقة البستانية في القاهرة، بالقرب من جبانة الإمام الليث وجبانة التونسي، رحم الله الإمام العز بن عبدالسلام ورضي عنه وأرضاه وأجزل له العطاء إنه بكل جميل كفيل.