الدكرورى يكتب / عن معجزة جاءت بعد محن وشدائد

الدكرورى يكتب / عن معجزة جاءت بعد محن وشدائد
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتاب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن رحلة الإسراء والمعراج، فإنها معجزة أعلن فيها كثير من القرارات والقناعات، لهذه الأمة ولنبيها الكريم، إنها معجزة تأتي بعد محن وشدائد يمر بها نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فبعد وفاة عمه وزوجه، ومقاطعة اقتصادية واجتماعية في شعب أبي طالب، وبعد اعتداء أهل الطائف عليه، ورفض دعوته صلى الله عليه وسلم، وهكذا بدأت ملامح هذه الرحلة.
وأسبابها معروفة ومعلومة، فهموم وأحزان لحقت بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو من هو؟ وحصار وإيذاء وموت للسند الداخلي والخارجى وإعلان القيمة والقدر النبوي عند رب البرية، ثم إعلان قيمة هذه الأمة الخيرية، فهديتها في السماء، ومعراجها العرش، وإظهار هوية بيت المقدس ونسبته إلى المسلمين في كل مكان، وإظهار إعجاز العقول البشرية عن الإدراك لرحلة، فكيف بإدراك الرب العلي؟ ولقد كان لهذه الرحلة عبرة حقيقية في إثبات قدر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وعلو قيمته فها هو ربه عز وجل، يبعث إليه جبريل وملك الجبال بعد اعتداء أهل الطائف عليه، ويدعوه لمقابلته، ويريه آيات من آياته، يأمر بغسل قلبه، وجعله إماما للأنبياء في الصلاة، وفتح له أبواب السماء.
ويرفع قدره على كل الأنبياء ليعلنها مدوية أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو أشرف الناس وأعلاهم قيمة ومكانة، فما وصل إلى ما وصل إليه الرسول صلى الله عليه وسلم، أحد، لا نبي ولا ملك، وفي ذلك درس آخر في أن الله عز وجل، لا يخذل أولياءه وأحبابه ولا يفضحهم بل يؤديهم وينصرهم على من عاداهم وإن طالت الفترة، وهكذا ترينا الرحلة آيات الله تعالى في أوليائه فلا يخلهم، ولا يضيعهم، يفتح أبواب سمائه لنبيه ووليه محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن رفضه كثير من أهل الأرض، بعد أن تقطعت به الأسباب، وكأنه يقول له يا محمد، لا تحزن، فربك يفتح لك أبواب سمائه، فإن كان أهل الأرض قد لفظوا دعوتك، فهنيئا لك المسرى والمعراج فأهل السماء يرحبون بك وينتظرونك، ولم يخذله وقت أن عاد إلى قومه يبلغهم بما حدث.
فاستهزؤوا به وكذبوه، وظهر خبث أبي جهل عندما دعاه ليخبر القوم بما رأى وشاهد، لا ليؤمنوا، بل ليستهزئ به ومن معه، وقد يتعجب البعض من شدة الابتلاء في يوم من الأيام، ويتساءل لماذا يحدث كل هذا البلاء بالمسلمين؟ أليس الله بقادر؟ هل من نصر لعباد الله المصلحين؟ وتكثر التساؤلات، لكن يأتي الرد فمع البلاء وشدته، يتم غربلة الصف، ويتم فضح المنافقين، فلا يثبت إلا أهل الإيمان الحقيقي الذين يثبتون في وجه الشدائد، فلا تقام الدول، ولا تبنى الأمم إلا على أكتاف الثابتين الصادقين في إيمانهم ويقينهم بربهم فالأيدي المرتعشة، والقلوب المهزوزة لا تقوى على البناء، كما أن الله تعالى قادر على أن ينصر أهل الإيمان، لكن له في ذلك حكم، فلما عاد الرسول صلى الله عليه وسلم.
وحكى للناس في مكة، ثبت من ثبت، واهتز إيمان من اهتز، فارتد ناس ممن كانوا آمنوا به وصدقوه، لأن الهجرة قادمة، ومعارك طاحنة ستأتي فلن يثبت لها إلا الصادقون في الإيمان واليقين وتلك حكمة الله من البلاء، ودورنا أن ندعو الله تعالى أن يثبتنا بقولنا “يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك” رواه الترمذى.