مناقشة “قنطرة إلى آباي” لميرفت البربري في معرض الكتاب

في معرض القاهرة الدولي للكتاب تمت مناقشة رواية «قنطرة إلى آباي» للروائية «ميرفت البربري» في ندوة وحفل توقيع أدار المناقشة الناقد أحمد الجلبي، وناقشها الناقد الأدبي د.صبري زمزم مدير تحرير الأهرام ود.عبد الرحيم درويش الناقد والأديب، وحضر المناقشة عدد كبير من المثقفين والأدباء منهم الأديب د.أمير الشبل، وأبو السعود السباعي والأديب خالد بدوي ود.شيماء رجب.
بدأت الندوة بتقديم أحمد الجلبي نبذة عن الروائية ميرفت البربري التي سبق أن فازت بجائزة إحسان عبد القدوس وفازت بجائزة التفرغ من اتحاد الكتاب، ولها روايات ومجموعات قصصية وديوان شعر.
ثم تناول د.صبري زمزم مبادرة المناقشة وقال: في هذه الرواية تابعت الأستاذة ميرفت البربري استخدام أسلوبها السردي الناعم الجميل القريب من لغه الشعر سواء في السرد أو في بعض الجمل الحوارية وكذلك في الخطابات المتبادلة بين الأبطال مع ملحوظة أن الزمن الذي تتكلم فيه الرواية ليس زمن الخطابات وإنما كان قد تعداها إلى زمن آخر وهو زمن إلكتروني حيث الرسائل الإلكترونية على الموبايل والواتس وغيره من وسائل التواصل فربما لم يعد هناك مجال للخطابات في هذا الوقت.
أما اللغة فكانت جميلة تنعش القارئ وتداعب خياله وفي الوقت نفسه لم تخرج من أحوال وأجواء الرواية لأن الرواية لها جوانب عاطفية كثيرة تتناسب مع هذا الأسلوب الرومانسي الجميل وهو أسلوب يميز الكاتبة في كثير من أعمالها فكأنه بصمة لها.
أما عتبات الرواية فأولها كما يقول جيرارد جينيت هو العنوان وهو مثير فعنوانها قنطرة إلى آباي فالقنطرة هي جسر والجسر يصل بين شاطئين متباعدين بينهما نهر أو أو مجرى مائي فهنا القنطرة إلى آباي وآباي هي طرف واحد وحيد فما هو الطرف الثاني من القنطرة وما هي آباي أصلا فهي هنا مربط الفرس، فقد يظن القارئ للوهلة الأولى أنها مدينة في أقصى الشرق في باكستان او أفغانستان أو ما إلى ذلك، ولكن من خلال القراءة واللهث وراء استكشاف العنوان وتداعياته، يكتشف القارئ أنه على النيل ولكن في إثيوبيا عند منابع النيل إشارة إلى أن الطرف الأول هو مصر.
أما د.عبد الرحيم درويش فأكد أن هذه الرواية غير تقليدية وهي توثيقية شملت أحداثا في بلدان مختلفة فضلا عن الجانب السياسي والديني والرومانسي كل هذا تجده في الرواية بشكل متداخل.
والبطل في الرواية هي الروائية ميرفت البربري لأنها استطاعت أن تشمل كل هذه الأحداث وتديرها، وتقدم الحبكة بثنائيات متضادة على مستوى الشخصيات والأحداث والأفكار، فلم تترك فكرة إلا ناقشتها، فتناولت زواج المسيار، وتعليم البنات، والتكفير والدعوة الداعشية وأفكارها، وعمل المرأة.
ولكن يؤخذ عليها الخطاب الطويل والحشو الذي يمكن الاستغناء عنه ويضعف النص، وهناك ملحوظة هي أن الحب لا ينتهي بالزواج في أكثر القصص بالرواية .
ووضح القلم الساخر في الرواية فالشخصيات الدينية رغم ضحالة علمها تتحكم في الشخصيات المتعلمة.
أما أحمد الجلبي فأشار إلى الكتل السردية حيث تجري الأحداث في السرد وفي الحوار أيضا.
أما ميرفت البربري فشرحت الفكرة الداعشية بقولها: أنا لاوأؤمن بنظرية المؤامرة ولكننا نحن من ننفذ المؤامرة مع من رسمها من أعدائنا فلا بد من أن نصلح من أفكارنا وسلوكنا حتى لا نكون عونا لأعدائنا، ولا بد من ضبط الخطاب الديني بما يتوافق مع صحيح الإسلام.