تذكرة الوفاء .. د. علي أحمد جديد بلا وطنٍ أرادوني .. بِلا أهلٍ يريدوني .. وحاصرني الأهلُ كالأغراب . جذوري عَبْرَ آلافٍ من الأميالِ سأثبتُها كتذكارٍ .. كخارطةٍ .. ولا يَدرون .. بأني مهما تراكَمَتْ فَوقيَ الأنقاضُ .. أحضنُها .. وتَحضنُني .. وتُعطيني مابَخُلَ بهِ الأهلُ من التَحنانِ .. والحبِّ .. وأشربُ ماءَها الممزوجَ بالتاريخ .. وأنشُقُ عطرَ وردِها الحاني شيحاً .. وزيتوناً .. وليمونا . بِلا وطنٍ أرادوني .. بِلا أهلٍ يريدوني .. أُعاني الشوقَ إعصاراً خريفياً يطالِعُني كلَّ صباحْ .. يُفاجِئُني بلا استئذانٍ .. يُغرقُني .. ويَنشرُني قُلوعاً في مَدى الريحِ .. كبَحّارٍ في لُجّةِ البحرِ بلا رؤيا .. ولانَجوى . أَتوهُ هُنا .. أضيعُ هُناك .. وفي صدري .. شوقيَ المكبوتُ .. أغنيةٌ وأجعلُهُ .. إعصاراً يُلاحِقُهمْ ولكني برغمِ صَفاقةِ الأهلِ والأيامْ .. أَحملُ حبيَّ الطاغي .. أحملُ شَغَفَ عمريَ الباقي .. تذكرتي إلى غَزَّة .