الدكروري يكتب/ عن عين الشقاء في الدنيا والآخرة

الدكروري يكتب/ عن عين الشقاء في الدنيا والآخرة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي كان من هديه صلى الله عليه وسلم هو الرحمة بالحيوان والطير وأنه لا يجوز تعذيبها ولا تجويعها، أو تكليفها ما لا تطيق، ولا اتخاذها هدفا يرمى إليه، بل وتحريم لعنها، وهو أمر لم ترق إليه البشرية في أي وقت من الأوقات، ولا حتى في عصرنا الحاضر، الذي كثرت فيه الكتابات عن الرفق بالحيوان، وقد شدد النبي صلى الله عليه وسلم المؤاخذة على من تقسو قلوبهم على الحيوان ويستهينون بآلامه، وبين أن الإنسان على عظم قدره وتكريمه على كثير من الخلق، فإنه يدخل النار في إساءة يرتكبها مع الحيوان.
فقد دخلت النار امرأة في هرّة، حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي أطلقتها وفي المقابل دخلت الجنة امرأة بغي في كلب سقته، فشكر الله تعالى لها فغفر لها، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد إن من أسباب حُسن الخاتمة هو الخوف من سوء الخاتمة، والبعد عن أسبابها، وإن دوام ذكر الله تعالى يوجب الأمان من نسيانه، فإن نسيان الله تعالى للعبد يوجب نسيان العبد نفسه، وهذا عين الشقاء في الدنيا والآخرة، وإذا نسي العبد نفسه أعرض عن مصالحها ونسيها، واشتغل عنها فهلكت وفسدت، كمن له زرع أو ماشية أو غير ذلك، مما صلاحه وفلاحه بتعاهده والقيام علَيه، فأهمله ونسيه واشتغل عنه بغيره، فإنه يفسد ولا بد، وهذا حال من أعرض عن ذكر الله تعالي.
فإن الله يقيض له شيطانا فهو له قرين، وأن قلبه سيموت، فيصبح جسده قبرا لقلبه، فهذا إنسان ميت، وإن كان يمشي بين الأحياء، بخلاف مَن يذكر الله ويكثر من ذكره فهذا قلبه ينبِض بالحياة لأن الذكر حياة القلب ومادته التي تحركه يقظة وإنابة وخوفا ورجاء وخشوعا ورهبة ورغبة، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم “من نظر إلى أخيه نظرة يخيفه بها أخافه الله يوم القيامة” رواه البيهقي، وقوله صلى الله عليه وسلم “من حمل علينا السلاح فليس منا” رواه البخاري ومسلم، وقوله صلى الله عليه وسلم “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره، التقوى هاهنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه”
ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشار بالسلاح لأخيه المسلم، وحرم علينا الجنة حتى نؤمن ويحب بعضنا بعضا، وأخبر بأن ذلك يتحقق بإفشاء السلام الذي يأمن الناس معه، وهو من شعائر الإسلام العظيمة، وقال صلى الله عليه وسلم ” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده” رواه البخاري ومسلم، وقال صلى الله عليه وسلم، في حق الكافر المعاهد ” من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما” رواه البخارى، وقال صلى الله عليه وسلم ” ألا من ظلم معاهدا، أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامه” رواه أبو داود، وقال صلي الله عليه وسلم “من روع مؤمنا لم يؤمن الله روعته يوم القيامة ومن سعى بمؤمن أقامه الله مقام ذل وخزي يوم القيامة”