رجلٌ من تحت التراب ... بقلم ربيع المصري كانوا وراء البحرِ وفوق السحابِ كانوا عند حدود الشمسِ عند الهضابِ كأني معهم في ركبِ الموجِ خلف السرابِ كأني معهم في جوفِ الليلِ في السردابِ كانوا يتخافتون بصوتٍ لينٍ هادئ يُستجابِ كان وداعهُم وداع الأحبابِ للأحبابِ كانوا رهبان ليلٍ تعصفُ بهِم الريحَ والعذابِ كأنهم في صحوت الموتِ وفي قلوبِهم العِتابِ أين انتم عنا يا كل الأحبابِ و الاصحابِ أين انتم منا يا وجعاً يوّلد الفراقِ و الصعابِ أين من قالوا هيهات هيهات واختفو خلف الضبابِ أين انتم من الكتابِ والحِرابِ أين انتم أيها ألاعرابِ تركتونا تحت المخالبِ والأنيابِ هنا نادى منادٍ من خلف الضمير من تحت الترابِ هم من قتلوا الأفراح و كسّروا الألعابِ هم من أوجدوا الجلادِ وأوصدوا الأبوابِ هم من دمروا الأحلام وقتلوا الأسبابِ هم من إغتالوا الضمير وصنعوا الارهابِ هم من خانوا دينهم وأفلتو الكلابِ تتبعها الذئابِ فمت ايها الضمير العربي لتحيا من جديد حياة بلا رضوخٍ او هوانٍ او عذابِ